الأسبوع الماضي تفاجأ ركاب طائرة أمريكية تابعة لشركة «جيتبلو» متجهة من نيويورك إلى لاس فيجاس بكابتن الطائرة يذرع مقصورة الركاب ويطلب منهم الدعاء «قولوا صلواتكم.. سوف نسقط» وأخذ يهذي بكلمات «العراق، القاعدة، الإرهاب، إسرائيل، 11 سبتمبر».. وحاول العودة إلى مقصورة القيادة لكن مساعده وكابتن بين الركاب، أقفلا الباب. ونهض الركاب وأمسكوا بالكابتن وقيدوه، لكنه مزق القيد واتجه إلى باب الطوارئ، فأمسك به الركاب وبطحوه أرضاً وقعد بعضهم عليه حتى هبطت الطائرة اضطرارياً في تكساس، ونزل الركاب بسلام، وأخذ الكابتن إلى مستشفى لفحص قواه العقلية. هذه نتيجة جهود السياسيين وحقبة إدارة بوش الابن، فلأسباب سياسية وانتخابية كثف إعلام اليمين الأمريكي المتطرف، من تخويف الناس وإرعابهم من القاعدة والعرب والمسلمين، إلى درجة «الإرهاب» الذهني والضغط عليهم نفسياً وبالنتيجة نجح هذا اليمين في زرع «فوبيا» حقيقية من الإسلام في مخيخات الأمريكيين البسطاء. وعادة تظهر هذه الفوبيا في الأحلام، ولكن بعضها يخرج إلى العلن ويصيب أشخاصا بهوس مثل كابتن «جيتبلو». والحمد لله إن الكابتن عندما تطورت حالته وانهارت أعصابه لم يكن في مقود القيادة وإلا لهوى بالطائرة فوق الجبال. ويبدو أن مخيخ الكابتن قد خزن الإشارات الحمراء والبرتقالية التي كانت جماعة بوش ترهب بها الأمريكيين دون مبررات ضرورية. ويقدم اليمين المتطرف إسرائيل، الرقيقة الديمقراطية المتحضرة المتسامحة، على أنها محاصرة وتهددها وحوش الإرهاب العربية. ويبدو أن مخيخ الكابتن قد خزن الإشارات الحمراء والبرتقالية التي كانت جماعة بوش ترهب بها الأمريكيين دون مبررات ضرورية. ويقدم اليمين المتطرف إسرائيل، الرقيقة الديمقراطية المتحضرة المتسامحة، على أنها محاصرة وتهددها وحوش الإرهاب العربية. وربما حدثت اضطرابات وأخطاء في الشبكة العصبية لمخيخ الكابتن، فأظهرت له صوراً مرعبة، وعندها «احترقت الفيوزات» فبدلاً من الركاب والمضيفات والطائرة ورحلة ممتعة، ظهرت في ذاكرة الكابتن القاعدة والدماء في العراق و11 سبتمبر، وكل الصور المرعبة في شاشات التلفزيون، وتخيل الكابتن أن الطائرة مخطوفة وستسقط، فرأى من واجبه تذكير الركاب أن يتلوا صلواتهم الأخيرة. والكابتن، والركاب فيما لو سقطت الطائرة، هم ضحية الضغط الإعلامي والاختراعات الانتهازية للصور الوهمية لغول الإرهاب. وهذه وسيلة غير نظيفة للفوز في الانتخابات. لو كان يوجد حزب أمريكي رشيد يغلق هذا الباب وينقذ الامريكيين من كثير من الأمراض النفسية التي تلم بهم ويمنع الأسلحة عن المتطرفين الذين يطلقون النار على العلاقات المتسامحة بين الشعوب وتر إذا ما ألم بها السهد.. وتعب الانتظار.. قالت للنجم المغادر سلام لليقاظى.. وصوت الذاكرة يعانق الحلم والمطر.. وصباح أن تهدي الشمس نورها لأزهار البراري.. [email protected]