من خلف أسوار السجن تنطلق نظرة استغاثته, وعلى أمل لفتة كريمة يعيش والده المكلوم, وبقية الأسرة تترقب بحزن عميق مصير ابنها بعد أن قذفته السرعة الزائدة خلف القضبان. عبدالرحمن ياسين فقيهي مواطن سعودي صحا من نومه مبكراً ليصطحب زميلاً له إلى مقر عملهما في الجبيل, في يوم ماطر وفي أثناء مسيرهما شاء الله عزوجل أن ترتطم سيارتهما في أحد أعمدة الإنارة لينتج عن ذلك وفاة الراكب وإصابة السائق (عبدالرحمن) بكسور مضاعفة مكث جراءها ثلاثة شهور في المستشفى ثم في سجن القطيف. هذه القصة يرويها ل"اليوم" والده المكلوم حيث يقول "صعقت عندما أتاني هذا الخبر حيث وقع الحادث في تاريخ 1/11/1432ه, عبدالرحمن أكبر أبنائي ومما زاد حزني هو وفاة ذلك الصديق الحميم لابني ولكن لا أقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله". ويضيف والده ياسين قائلاً "ذهبت وأسرتي لإقامة واجب العزاء لدى أسرة المتوفى وبعد أن انتهينا من أيام العزاء اتضح أن أسرة المتوفى لن تتنازل إلا بالدية, حيث صدر صك يقضي بدفع الدية من محكمة القطيف الأمر الذي جعلنا نحاول معهم, مبينين أن الحادث لم يكن دهساً ولا عمداً, وليس بينهما عداوة مسبقة بل إنهما زملاء عمل, وهذا قدر الله, ولكنهم كانوا خلاف ما كنا نرجوه حيث ألزمونا بدفع دية القتل وهي 300 ألف ريال, ولم يقتنعوا بكل ما سقناه إليهم من أدلة تفيد بأن هذا هو أمر الله". ويواصل حديثه قائلاً "إنني مواطن أسكن في مدرسة بحي غرناطة ولدي ثمانية أطفال ومتزوج باثنتين ولا يتجاوز راتبي ثلاثة آلاف ريال وبعد جهد جهيد وبتواصل مع أهل الخير سواءً من معلمات المدرسة أو من غيرهم استطعنا أن نوفر مبلغا وقدره 100 ألف ريال وبقي علينا قرابة 200 ألف ريال لا نعلم كيف نستطيع توفيرها, وقد ذهبنا إلى أسرة المتوفى بمبلغ 100 ألف ريال لكي نقنعها ولكن دون جدوى حيث ترددنا عليهم مرات كثيرة لإقناعهم, إلا أن المرة الأخيرة طردونا وقالوا لنا لا نريد أن نراكم أمام الباب". وناشد فقيهي أهل الخير أن يفكوا أسر ابنهم وأن يدخلوا الفرحة على أسرة قد تجرّعت وما زالت ألم الحزن ومعاناة المستقبل المجهول.