ومما لا شك فيه أن استمرار الشركة في تطوير جودة منتجاتها يكسبها رضا الزبون وولاءه ما يجعل من الصعوبة بمكان على الشركات المنافسة جذب الزبون لشراء منتجاتهم على حساب المنتج العالي الجودة. وهناك علاقة قوية بين ولاء الزبون وجودة المنتجات وسعرها، فكلما كانت جودتها عالية فإن الزبون يشتريها بسعر عال وبالتالي يزيد ويستمر ولاؤه لها. ديمومة استمرارية تطوير الشركة لجودة منتجاتها عن طريق البحث والتطوير يجعل هذه الإستراتيجية صعبة المواكبة للمنافسين الذين يجدون عائقاً قوياً في تخصيص ميزانية مكلفة للبحث والتطوير. وقد تجد الشركات السعودية الصغيرة والمتوسطة صعوبة مالية وفنية في إقامة مراكز البحث والتطوير المنافسة لتطوير منتجات عالية الجودة، لذا فإن تكوين كيانات إستراتيجية تنشأ من خلالها المراكز المتقدمة في البحث والتطوير يعد ضرورة، بحيث تتقاسم هذه الشركات التكلفة للبحث والتطوير لتستفيد منه بشكل أمثل. إن البحث والتطوير بحاجة لأفكار إبداعية من داخل الشركات لتستطيع تقديم فرص عملية تنتهي بسلع أو خدمات مربحة، لذلك يجب التشجيع على الإبداع الخلاق في الشركات. الإبداع والاختراع يطور الميزات التنافسية لمنتجات الشركات السعودية ويدفعها للاستدامة عندما يجد المبدعون داخلها الدعم والتشجيع لتقديم منتجات أو خدمات جديدة تساعد هذه الشركات على التميز والبقاء بقوة في السوق بين المنافسين. وعندما تطور الشركات السعودية منتجاتها بعيداً عن حاجة ورغبة الزبون فإنها ترتكب خطأً كبيراً لأن المنتج الناجح يأتي بعد تشخيص حاجة الزبون في الوقت المناسب، وذلك حسب خصائص معينة يجب أن تتوافر في المنتج ليكسب رضا الزبون. وعندما تطور الشركات السعودية منتجاتها بعيداً عن حاجة ورغبة الزبون فإنها ترتكب خطأً كبيراً لأن المنتج الناجح يأتي بعد تشخيص حاجة الزبون في الوقت المناسب، وذلك حسب خصائص معينة يجب أن تتوافر في المنتج ليكسب رضا الزبون. وقد نقوم الشركات بإنتاج سلع وخدمات لا يرغبها الزبون ما يعني أنها غير حساسة تجاهه، وبالتالي تبور وتكسد سلعها في السوق ما يكلفها الكثير، وبالتالي يؤدي في حالات كثيرة إلى خروجها من السوق خاسرة. فالشركات الناجحة تنتج السلع والخدمات بناء على رغبات زبائنها وأنماط وأساليب حياتهم. وقد يكون لدى المتخصصين في البحث والتطوير سعة خيال راقية وعالية تساعدهم على تطوير منتجات قد لا يحتاجها الزبون ما يجعلهم يساهمون في فشلها في السوق. وتشير الدراسات في التسويق إلى أن نسبة فشل المنتجات في السوق تقارب 67 في المائة في السنة الأولى من تسويقها، حيث يعود ذلك إلى أسباب عديدة منها عدم تلبيتها لحاجة الزبون. والخلاصة أننا نواجه منافسة شديدة تفرض على شركاتنا السعودية العمل على تطوير مصادر المنافسة المستدامة سواءً كانت ترغب تسويق منتجاتها في السوق المحلية أو في الأسواق العالمية لتوسيع قاعدة زبائنها. المنافسة حتمية ولا خيار أمام الشركات السعودية سواء مواكبة المنافسة محلياً وعالمياً لتستمر في تحقيق أهدافها المرجوة. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]