هناك معارك ضخمة تستخدم فيها شتى الأساليب القانونية والتجارية والتسويقية لضمان نوعية جهاز الهاتف الجوال الذكي الذي في جيبك، فحجم الكعكة التي تتصارع عليها كبرى الشركات العالمية المصنعة للهواتف الجوالة وصل في 2011 إلى 6 مليارات مشترك في خدمات الهاتف الجوال حول العالم. أي أن نسبة اختراق الهاتف الجوال لتعداد سكان العالم يبلغ حاليا أكثر من 87 بالمائة، علما أن هذا الرقم ارتفع بشكل كبير عن 2010 حيث كان عدد المشتركين 5.4 مليار. الشركات المصنعة للهاتف الجوال شحنت في العام 2011 وحده أكثر من مليار ونصف هاتف جوال، حصة شركة نوكيا من هذه المبيعات كانت الأعلى بنسبة 27 بالمائة (على الرغم من التقلص الكبير في حصتها خلال الخمسة أعوام الماضية) تلتها سامسونج بحصة بلغت 21 بالمائة ثم شركة أبل بحصة 6 بالمائة، أما بقية الشركات المصنعة فاستحوذت على 46 بالمائة من المبيعات. الهواتف الجوالة الذكية هي الأكثر نموا في حجم المبيعات والأكثر شعبية حاليا نظرا لما تقدمه من خدمات نوعية وتطبيقات مختلفة وقدرات شبكية عالية، فوصل عدد الهواتف الجوالة الذكية التي شحنتها الشركات المصنعة إلى أكثر من 490 مليون جهاز في 2011 بنسبة نمو 61 بالمائة عن العام الذي سبقه. عدد مستخدمي الإنترنت من خلال الأجهزة الجوالة الذكية وصل إلى 1.2 مليار مستخدم، فيما شهدت مواقع الإنترنت ارتفاعا كبيرا عام 2011 في نسبة الأجهزة الجوالة التي تزورها وصل إلى 9 بالمائة من إجمالي الأجهزة الزائرة وبلغ حجم الإعلانات الموجهة لهذه الأجهزة 3.3 مليار دولار. شركة سامسونج تقاسمت تقريبا الحصة السوقية لهذا القطاع مع شركة أبل بنسبة 19 بالمائة لكل منهما ثم شركة نوكيا بنسبة 15 بالمائة فشركة RIM المصنعة لأجهزة بلاك بيري بنسبة 10 بالمائة. أما الحصة السوقية لأنظمة تشغيل الهواتف الذكية في العام 2011 فقد سيطرت عليها شركة جوجل بنظامها أندرويد الذي يستخدمه عشرات المصنعين بنسبة 48 بالمائة ثم نظام iOS من شركة أبل بحصة 19 بالمائة من السوق. الأجهزة الذكية خلقت أيضا أسواقا جديدة مغرية لشركات البرمجيات والترفيه والإنترنت، إضافة لتعزيزها للقدرات التسويقية للشركات العاملة في جميع الأسواق العالمية، فعدد مستخدمي الإنترنت من خلال الأجهزة الجوالة الذكية وصل إلى 1.2 مليار مستخدم، فيما شهدت مواقع الإنترنت ارتفاعا كبيرا عام 2011 في نسبة الأجهزة الجوالة التي تزورها وصل إلى 9 بالمائة من إجمالي الأجهزة الزائرة. وبلغ حجم الإعلانات الموجهة لهذه الأجهزة 3.3 مليار دولار، تستحوذ جوجل منها على 2.5 مليار! فيما وصلت عمليات الدفع عبر الجوال m-payments إلى 240 مليار دولار. هذا السوق كبير ومحفز للاستثمار، وهو يوفر قطاعات وأسواق فرعية تسمح للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تتنافس فيها وتنمو، وعندما نعلم أن نسبة اختراق الهواتف الجوالة في السعودية تبلغ 177 بالمائة وفي العالم العربي 97 بالمائة، فإن شركاتنا أمام فرصة ذهبية للاستثمار في المحتوى الرقمي، خدمات البيع والشراء عبر الجوال، التطبيقات الذكية، وغيرها. ولعل الهيئة العامة للاستثمار وهيئة الاتصالات تكونان داعما لفرص الاستثمار في هذا المجال إن كنا فعلا نهدف إلى التحول إلى اقتصاد معرفي. www.alkelabi.com twitter | @alkelabi