مازال السوق السعودي يحقق ارتفاعات مارثونية للجلسة الخامسة عشرة على التوالي، وما زال والسؤال الأهم هو هل الأفضل للمواطن الدخول للسوق والاستفادة من هذه الارتفاعات، ام الابتعاد عنها وعدم تكرار خطأ عام 2006؟ نقاش طويل سيكون مقالي اليوم جزءًا من إجابة عليه. في البداية جدير بنا الإقرار أن سوق الأسهم دائما ما يكون مرتبطا بأداء الشركات واستقرار البلد، والميزانية العامة ومستوى صرفها، وغيرها من الأمور التي هي في السعودية نجدها إيجابية وتدفع للاستثمار بسوق الأسهم، بغض النظر عن الطفرة الأخيرة التي شهدها السوق السعودي. سوق الأسهم هو بطبيعة الحال من اكثر القنوات الاستثمارية خطورة، والمضاربة ليس لها أمان، فإن الحل الأمثل بنظري هو عبر الاستثمار في صناديق الأسهم السعودية، التي يمكن عبرها تنويع الأسهم للتقليل من المخاطر. والآن إذا إضفنا إلى تلك المؤشرات العامة متغيرات أخرى، منها أن سوق الأسهم قد شهد تراجعا لمدة طويلة، وقوانين دورة الاقتصاد تقول: إن هذا الانحدار سيتبعه ارتفاع، كما أن سوق العقار قد أعطى إشارات عدة لإنخفاضات قادمة ومغادرة للسيولة إلى قطاعات أخرى، والحال هو في السعودية وفقا لثنائية متلازمة ،ما أن يهبط فيها العقار إلا وتصعد الأسهم والعكس صحيح. وأخيرا فإن توجّه الناس وإقبالهم على قطاع معين، يظل هو احد العوامل الرئيسة التي يمكن به التنبأ إلى حد كبير بشأن مستقبل قطاع معين عن آخر، والذي يمكننا به ملاحظة الإقبال الكبير الذي يشهده سوق الأسهم بداية من شهر فبراير الماضي، الأمر الذي لا أتوقع أنه سيشهد تغييرا قبل سنة من الآن، بل إن الأمر في نظري هو بنسبة تصاعدية، إذ أن السيولة الكبيرة في القطاع العقاري لم تخرج بعدها منه، والسيولة كذلك المستثمرة في الخارج، وغيرها من مصادر الأموال التي اعتقد انها ستهرول مسرعة للِّحاق بالماراثون السعودي الذي يمكن به تحقيق مضاعفة لرأس المال خلال شهر من الزمان، او أقل من ذلك. إن المحصلة التي أود أن أخلص إليها من مقالي هذا، هو أن سوق الأسهم يشهد بنظري حقبة ذهبية ربما تطول لسنتين او ثلاث، معوّضة بذلك ما قد خسرتها جرّاء هروب الأموال وتضخم العقار، وذلك وفقا للدلائل المختلفة التي ذكرتُها سابقا. وإذ أن سوق الأسهم هو بطبيعة الحال من اكثر القنوات الاستثمارية خطورة، والمضاربة ليس لها أمان، فإن الحل الأمثل بنظري هو عبر الاستثمار في صناديق الأسهم السعودية، التي يمكن عبرها تنويع الأسهم للتقليل من المخاطر، والابتعاد عن اسهم المضاربة، والاستفادة من خبرة المختصين القائمين على إدارة هذه الصناديق، والتقليل من المخاطرة عبر المتابعة الفورية والتخارج حال ظهور مؤشرات لانهيار السوق، وغيرها من المزايا التي ربما تجعل الصناديق خيار المرحلة القادمة، إقتصادياً! تويتر: @3zizm