عندما ينظر الفرد للحياة ولا يستطيع تأمين نصف ما يراه من حقوق إنسانية، يتأرجح بين صدماتها ونظرة الدونية الاجتماعية التي يصعق بها من أقرانه، ويحاول مواكبة الحد الأدنى من تغلب قهر المعيشة, إلاّ أنه يجد نفخات الحياة الصعبة تدخل عليه من ثقوب غرفة نومه ولا يكاد يهنأ بقيلولة ساعتين، لأنه يخشى على صغاره من أذى تلك النفخات في الأيام المستقبلية القليلة، هذا ما يصفه لنا المواطن علي صالح السلمان البالغ من العمر (30 عاماً). ويروي ل»اليوم» معاناته بقوله:»أنا من سكان بلدة المنيزلة ومتزوج منذ ستة أعوام وأب لثلاث بنات (ستة أعوام) و(أربعة أعوام) و(ستة شهور), أسكن في منزل شعبي بإيجار سنوي ستة آلاف ريال, وأعمل حارس أمن في إحدى الدوائر الحكومية على بند الأجور بمرتب 3.450 ريالا ولم يتم تثبيتي حتى الآن». وأضاف السلمان:»منزلي مكون من غرفتين بمساحة كل غرفة أربعة أمتار في ثلاثة أمتار ونصف المتر تقريباً وسقف مكون من جذوع النخل ومطبخ, وبين كل جزء وآخر بالجدران هناك ثقوب، يدخل منها الغبار ولا نكاد نستطيع النوم, وخطورة ذلك على بناتي, خصوصاً البنت الصغرى فحتى الآن جهازها التنفسي لم يكتمل بالصورة التي تتحمل فيها تقلبات الأجواء لدينا، ولدي سيارة استخرجتها بنظام تأجير باسم أحد المقربين لي, إذا خصمت من مرتبي ثلاثة آلاف لإيجار المنزل لم يتبق لي سوى 450 ريالاً فقط». وتابع حديثه قائلاً:»كونت منزلي الحالي من خلال الإكراميات ولا أستطيع تحمل أعباء الحياة فهي في كل يوم تزداد صعوبة، فأنا مسجل في جمعية الطرف الخيرية, وكانت تصرف لي إعانة 400 ريال مقطوعة من فترة إلى أخرى، وتمت إعانتي منذ فترة ب 1500 ريال كمساعدة لدفع جزء من الإيجار، وحينما طلبت إعانة دائمة من الجمعية كان الرد بأنني لست من سكان بلدة الطرف!، علماً بأن المنيزلة تابعة لجمعية الطرف, وكلما توجهت لإحدى تلك الجمعيات المنتشرة لدينا بالأحساء تكون الحجة بأنني لست من سكان البلدة التي تقع بها الجمعية». وتساءل السلمان بقوله:»إذا كانت الجمعية التي أنا مسجل بها تمانع إعانتي بشكل دائم, فمن سيعينني على تكبد ظروف الحياة بعد الله، فأنا لم أختر لنفسي هذه المعيشة ولكن هذا ما وقع بي فما هو دور تلك الجمعيات الاجتماعية الخيرية؟!». ومضى يقول:»قدمت على مشروع الملك عبدالله للإسكان التنموي بالطرف، ولكن كان رد الجمعية (انتظر حتى نرسل لك رسالة)، وتم توزيع الوحدات السكنية وإلى الآن لم تصلني رسالة؟!, ولم يخرج موظف من الجمعية ليكشف عن المنزل الذي أسكن به الآن, فكيف ستصلني رسالة على حد قولهم, ويبدو أن اسمي سقط من كشوفات الجمعية؟!». واختتم السلمان معاناته قائلاً:»كل ما أريده هو أن تتم مساعدتي المستحقة من الجمعية بشكل دائم ليتسنى لي التغلب على أعباء المعيشة، وأتمنى أن ترى حالتي بعين الاعتبار والرد عليّ بكل شفافية، وأتمنى من المسؤولين ووزارة الشؤون الاجتماعية مساعدتي والنظر في هذه المعاناة التي أعيشها مع أسرتي».