بين رضا بعض المراجعين حول شروط مكتب الاستقدام بوزارة العمل في مدينة جدة، واعتراض آخرين على إلغاء بعضها، إضافة إلى قلة موظفيه، وصف المراجع عبدالرحمن الهندي الشروط التي وضعتها وزارة العمل لاستخراج التصاريح اللازمة للعمالة المنزلية والسائقين انسيابية جداً، وموضوعة في متناول أيدي الجميع، إلا أنه اعتبر الطريقة التي لا يزال المكتب يدير بها معاملات وبيانات المراجعين بدائية، خصوصاً مع التطور الكبير في وسائل التقنية والإنترنت. وكشف الهندي إسهام التقنية الحديثة في معالجة الكثير من الأمور منها الانتظار طويلاً أمام موظفين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة مقابل المئات من المراجعين يومياً، إضافة إلى أنها حدت من حضور المراجعين الملفت للعيان خلال أيام الأسبوع. وأكد أن وجود فرع وحيد لمكتب الاستقدام في مدينة جدة يعتبر عائقاً كبيراً أمام المواطنين على اعتبار أن المدة الزمنية لفترات العمل لا تكفي لإنهاء معاملات مواطني مدينة كبيرة بحجم جدة، متسائلاً عن الأسباب التي تمنع من وجود فروع أخرى في «العروس». وكشفت جولة «الحياة» داخل أروقة مكتب الاستقدام في جدة اختفاء الطوابير من أمام مكتب الأفراد أمس (الأربعاء) وتقلص الازدحام الكثيف الذي كان سابقاً. وفيما عبر عدد من المواطنين عن ارتياحهم لسير إجراءات إنهاء معاملاتهم بالمكتب واصفين الوضع بأنه أكثر سهولة من سابقه، لم يخف محمد الغامدي استياءه من قرار الوزارة بربط التقديم على «فيزا» باستخراج رخصة عمل لعمال النظافة وحراس المنازل، مشيراً إلى أن هذا القرار كان محل استغراب الغالبية من أصحاب الفلل الكبيرة ممن هم بحاجة لاستقدام حارس منزلي على كل مبنى سكني، وقال «قرار منع استقدام عمال النظافة وحراس المنازل دفع الغالبية إلى تغيير طلب الرخصة إلى سائق منزلي ومن ثم الاتجاه إلى أحد مكاتب الاستقدام المخصصة لاستخراج تأشيرات العمالة والاتفاق معه على حضور العامل للحراسة المنزلية أو النظافة»، لافتاً إلى أن الطريقة غير نظامية في الأصل ولكن المواطنين لجأوا لها بعد أن تغيرت الأنظمة. وأشار إلى انسيابية الشروط الموضوعة للعمالة المنزلية والسائقين، مشدداً على أن غالبيتها تتناسب مع الإمكانات المالية للمواطنين التي تعتبر شرطاً أساسياً في التقديم وإحضار مسير الرواتب الشهرية للمتقدم. وخالف سعود الشيباني سابقه، مؤكداً أن إحضار مسير رواتب المتقدم لاستخراج تأشيرة عاملة منزلية لا يحتاج شرط إحضار مسير بالراتب الشهري إضافة إلى شروط أخرى كوجود طفل لدى المتقدم أو عمل الزوجة أو كونها طالبة، مستنداً إلى وضع مكتب الاستقدام حداً أدنى لراتب المتقدم قدره 3500 ألف ريال شهرياً لاستخراج تصاريح العاملة المنزلية، مطالباً بافتتاح فرع آخر لمكتب الاستقدام في مدينة جدة، لتخفيف الازدحام على مكتب وحيد لا يفي بسكان المدينة الكبيرة. من جانبه، أكد علي الغامدي أنه حضر إلى مكتب الاستقدام وهو على يقين بوجود زحام وطوابير، وتابع: «شاهدت منذ دخولي 20 مراجعاً في صالة الانتظار، وكل مراجع لا ينتظر سوى 10 إلى 20 دقيقة ويأتي رقمه التسلسلي وتنتهي معاملته، وهذا يمسح صورة زحام المراجعين التي كانت سائدة عن المكتب قبل ذلك»، متمنياً أن يستمر هذا الوضع من غير وجود أي عوائق.br / وخارج فناء مكتب الاستقدام، يسعى كاتب المعاريض الشاب محمد الأسمري الموجود، لتقديم كامل حاجات المراجعين وإنهاء معاملاتهم بطريقة سريعة، موضحاً أنه يمتهن كتابة المعاريض أمام مكتب الاستقدام منذ أكثر من سنة بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية مباشرة، مشيراً إلى أنه لم يوفق في الحصول على وظيفة مناسبة ما دفعه إلى وجوده يومياً أمام المكتب، والعمل على إنهاء معاملات المراجعين، لافتاً إلى أنه وجد في عمله هذا المهنة المناسبة له ولإمكاناته، وأنه يفخر بعمله ولا يجد أي حرج منه. وحاولت «الحياة» الالتقاء بمدير مكتب الاستقدام في المحافظة الساحلية سعيد الغامدي إلا أنه اعتذر عن إجراء أي حوار صحافي بحجة وجود أوامر تمنع التصريح للصحف، مؤكداً أن الشخص المخول بالتحدث لوسائل الإعلام هو المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل حطاب العنزي.