تعدُّ ظاهرةُ « توقيع الكتب « من أبرز الظواهر الثقافية التي صارت منتشرة خلال الفترة الأخيرة في الأوساط الثقافية الأدبية المحلية والدولية إما عن طريق دور النشر والطباعة والتوزيع أو عن طريق المؤلف نفسه أو الجهات المنظمة للملتقيات الثقافية والفعاليات الأدبية ومعارض الكتب الدولية أصبحت المكان الأنسب لمثل تلك الحفلات التي يختلف البعض في أهميتها وفي تأويلها فقسمٌ يراها ظاهرة ثقافية حضارية راقية لترويج الكتب وانتشار الإصدارات وتعريف القراء والجمهور بالمؤلف والكُتَّاب ومحاولة إنشاء جسر تواصل شخصي وارتياح نفسي بينهما بينما الآخرون يرون في ذلك عملية استجداء لشراء الكتاب وكأن الدار مضطرة لتجميع الأقارب والأصدقاء والزملاء والجمهور في حفلة درامية لتجبرهم على الشراء في الوقت الذي يجب على المؤلف أن يهديهم النسخ لا يبيعها إياهم وفي لا أعرف كيف لكتاب مبتدئين وآخرين لا تعني مؤلفاتهم شيئا يذكر في تقييم التميز والإبداع ومع تعدد نتاجاتهم السطحية والتي ملأت المكتبات يتهافتون على تنظيم حفلات توقيع لمؤلفاتهم غير المقروءة أصلا مجانا فكيف بيعا. ظل ذلك يشترط لنجاح حفلة التوقيع تلك أن يكون المؤلف مشهورا وله صيته بين القراء والكتاب المنتج له قيمته وعنوانه المثير للقراءة وإلا سيقبع المؤلف في دائرة الإحراج ويظل متسولا المشترين والقراء وربما يمر عليه الوقت ولا يوقع من كتبه سوى الخمس نسخ أو ربما أقل ليظل يداعب بقلمه المسكين الورقة الملقاة على خشبة طاولة التوقيع ليخربش خربشات التيه والتي لو قرأها المختص النفسي والمتأمل الروحي لقال ما لا يجب أن يقال في حق الكاتب الذي يفترض أن يكون مصانا مهابا يتتبعه القراء وقد دأب شعراء وروائيون كبار كمحمود درويش وحنا مينه على توقيع إصداراتهم في عدد من معارض الكتب الدولية لتصل الألوف المؤلفة من جماهيرهم وقرائهم إلى التزاحم وتواجد عسكر الأمن منعا لحدوث التشابك بالأيدي والصراخات وقد ذكرت لي إحدى صديقاتي المقيمات في كندا أن الكثير هناك من الكنديين يقفون طوابير ليصل دورهم ليحصلوا على المنتج بتوقيع مؤلفه والسعر مضاعف للبيع ولكن الأمر عندنا مختلف تماما ولا اعرف كيف لكتاب مبتدئين وآخر لا تعني مؤلفاتهم شيئا يذكر في تقييم التميز والإبداع ومع تعدد نتاجاتهم السطحية والتي ملأت المكتبات يتهافتون على تنظيم حفلات توقيع لمؤلفاتهم غير المقروءة أصلا مجانا فكيف بيعا ويسعون لذلك في معارض بالشارقة ودبي والكويت والبحرين والقاهرة والدارالبيضاء وغيرها هل هي ثقة بما يكتبون أم مسايرة للقوم أم لمآرب ٍ أخرى تغيب عنا ومع ذلك تبقى الظاهرة في ازدياد وليحضرها من يحضر ويتوخاها من يتوخى الإحراج بشتى أطيافه والبقاء للأفضل بكافة أصنافه ومع الوقت تظلّ ثقافة تحتاج لاستيعاب مغزاها في ظل وسائل الترويج الفكرية العارمة ,,