"قودريدز" goodreads هو موقع على الإنترنت، يجمع الناس من خلال الكتب، وعبر آرائهم فيها. في السنوات الأخيرة أخذ يتشكل في هذا الموقع الاجتماعي المعرفي حضور عربي للكتاب والقارئ على حد سواء. وببساطة، تكمن الفائدة لكل شخص ينتسب لهذا المجتمع في تكوينه مكتبة افتراضية تخصّه، يجمع فيها كل الكتب التي قرأها، والتي ينوي قراءتها ليسجل انطباعاته ومراجعاته حولها، ومن ثم يبدأ التفاعل مع مجموعة من الأصدقاء الذين يتابعهم ويتابعونه، بالنقاش، والتقييم. ولعله من الطبيعي أن يكون للشباب غالبية عظمى في هذا المجتمع النوعي، وذلك لسرعة استجابتهم مع الأدوات الحديثة للمعرفة، فكان ل"الوطن" هذا الاستطلاع لآراء بعض الشباب النشطاء في مجتمع "قودريدز" على الإنترنت. صاحب روايتي "جانجي" و"نحو الجنوب" طاهر الزهراني، كأحد نشطاء "قودريدز"، يقول "كانت بدايتي مع هذا الموقع قبل ثلاث سنوات, شكلت اللغة الإنجليزية عقبة كبرى في البداية، لكن مع مرور الوقت بدأت المعاناة تتقلص، حين وجهت اهتمامي إلى نقاط القوة فيه، كالتقييم، والمراجعات، والتعليقات. ويرى طاهر أن أهم ما يميز الموقع هو أن هناك تقييما شخصيا، وتقييما عاما تراكميا، وقال "أنا أثق جدا في التقييم العام، لأنه ينتج عن آراء متفاوتة لقراء حياديين تماما ولا مجال للمحاباة والمجاملات". "قودريدز" لا يقف عند التعريف بالكتب وتداول الآراء حولها، بل إنه في جزء كبير من توجهه يعمل للتحفيز على القراءة، بكل الوسائل الإبداعية الممكنة. ومع مطلع العام الجاري 2012 اقترح الموقع طريقة مثالية للتحفيز على القراءة من خلال التحدي الذي يشاركك المنتسبون للموقع "كم كتابا ستقرأ هذا العام"؟ وهو ما يراه طاهر الزهراني من أهم جماليات المكان حيث يقول "إنه يشجعك على القراءة بأن يتفاعل الأصدقاء مع حالتك وأنت تقرأ كتابا، أو أنجزت قراءة آخر، والأجمل أن ينتظر من يتابعك رأيك وانطباعك حول كتاب ما". وحول حصيلته من الساعات الطوال التي قضاها في "قودريدز" يشير الزهراني إلى أنه خلال ثلاث سنوات قضاها هناك كون صداقات عدة، وأصبح لديه مكتبة افتراضية من 600 كتاب. وأضاف معترفا "هذا الموقع، انتشلني من فوضى النت وضياع الأوقات في المنتديات والشبكات الاجتماعية، إلى القراءة الجادة، والمثابرة الدائمة للعكوف على الكتاب". مي أحمد، قارئة نهمة من الإمارات وأحد الأسماء العربية النشطة في "قودريدز" قالت "الموقع يقدم خدمة مميزة للمهتمين بالقراءة في جوانب عديدة فهو يقدم إحصائية أسبوعية وشهرية وسنوية لعدد الكتب التي قرأتها لتكتشف هل ضعفت همة القراءة لديك أم زادت". وترى ميّ أن هذا ما يشكل تحديا للقارئ ويزيده همة كما أن وجود أعداد كبيرة من القراء يكون دافعا لزيادة النشاط القرائي. وحول تفاصيل ما يقدمه "قودريدز" من خدمات جذبت ملايين من القراء للانتساب فيه، تقول مي " يمكنك الموقع من الوصول إلى جميع أعمال المؤلف حين بحثك عن أحد كتبه، لتصبح قادرا على الاطلاع على آراء شتى لقراء عديدين وبلغات مختلفة حولها"، مضيفة أن هناك نوعيات أخرى من الكتب قد لا تثير اهتمامك لكن قراءة مراجعات الأصدقاء لأحدها ربما تثير شهيتك وتوجهك إلى ما لم يكن من أولوياتك! ومن خدمات الموقع، أنه يوفر للقارئ معرفة كم قرأ من الكتاب الذي بين يديه وكم تبقى بالنسبة المئوية، وهذا بحسب –مي أحمد- يرفع الهمة ويشحذ العزيمة للمزيد من القراءة. وأضافت مي: الموقع يتيح أيضا نشر صورك التي تحب أن يطلع عليها الآخرون ويخصص لك مساحة للكتابة والتأليف مباشرة على الموقع، كما يتيح تأسيس ناد للقراءة أو الانضمام للنوادي المتوفرة. كما بإمكان مؤلفي الكتب وضع نتاجاتهم والتواصل مع محبيهم ومعجبيهم مباشرة ومعرفة آرائهم في مؤلفاتهم ويستخدم الموقع نسبة كبيرة من الكتاب العرب منهم يوسف زيدان،وياسمينة خضرا، وغيرهم كثيرون ناهيك عن العديد من المؤلفين الأجانب. المدوّن عبدالله الزهري، ناشط آخر في "قودريدز" يرى من جهته أن الاطلاع على آراء مسبقة حول كتاب ما قبل قراءته، قد يؤثر سلباً على شريحة كبيرة من القراء، وخاصة القارئ البسيط أو المبتدئ باعتبارها آراء "متأثرة بتوجه معين" فتقوم بتوجيهه بعض القراء إلى فكرة محددة داخل الكتاب سواء برفضها أو الإقبال عليها.