في لقاء «نص وأكثر من مخرج» الذي نظمته جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، مساء الإثنين الماضي، كبادرة جديدة تقدم لخدمة المخرجين والمؤلفين بالإضافة إلى الجمهور المسرحي والثقافي، اتفق المخرجون «عبدالله الجفال ومعتز العبدالله وسعود الصفيان»، على أن الرؤية الإخراجية لا تكتمل إلا على المسرح، وأن تكون رسالة المخرج والمؤلف واحدة حتى لو اختلفت رؤية المخرج. استهل اللقاء الذي حضره مجوعة من مخرجي المنطقة الشرقية ومجموعة من القاصين والمهتمين بسؤال كيف يمكن تحويل نص « سيارة فرد القديمة» الى عمل مسرحي وماهي الرؤي الإخراجية حيال ذلك؟، اللقاء أداره مدير جمعية الثقافة والفنون عيد عبدالله الناصر، مسائلا كل مخرج عن طرحه الإخراجي بطريقة نظرية. طابع اجتماعي المخرج عبدالله الجفال قال إن المسرحية ذات طابع اجتماعي نفسي وتركز على النفس البشرية، واقترح الرؤية الإخراجية التالية: طريقة مغايرة للمكان والفضاء المسرحي، ذات ثماني شخصيات، تكون المسرحية معبرة عن ما وراء النص (ماذا يكمن وراء اللغة؟)، على مستوى الإكسسوارات بعض المكعبات البلاستيكية لتأثيث الصالة بدلالات رمزية، ومؤثرات صوتية كصوت عادم السيارة أو «صوت السلف»، صافرة رجل المرور، واضاف :سيعتمد الإخراج على الحركة الجسدية في قيادة السيارة من قبل العائلة أثناء خروجهم لتجربة السيارة. ويرى الجفال أن المسرحية تعتبر من المسرحيات ذات الطابع الأخلاقي الاجتماعي، مبينا أنها تناقش الفوارق الفكرية بين الطبقات في المجتمع، مفيدا أن النص من السهل الممتنع يحمل صراعا داخليا يحتاج من خلاله إلى تفكيك النص، للمخرج أن يمارس الإخراج وليس الإعداد، وأن نضع فواصل بين الإخراج والأداء. شكل كوميدي المخرج معتز العبدالله قال إن العمل ممكن تقديمه بشكل كوميدي أو تراجيدي، ومراعاة البعد الاجتماعي لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة الحال ويتخيل العبدالله شكل المسرح بطريقة المسرح الفقير، صالة مكونة من كرسيين/كنبتين، والحركة على حسب الموقع، زجاج بشكل طولي كإيحاء بأنه يطل على شارع، الديكور سيكون في حالة يمكن تغييرها في لمح البصر ومن ثم فإن الانتقال بين المشاهد سيكون بشكل سريع جدا، وسيكون هناك اعتماد كبير على الخيال الإبداعي للممثل في كيفية تعامله مع أدائه على المسرح مثل لحظة الكشف على السيارة نعمق المشهد بحيث يكون هناك أصالة للموضوع، أي أن قيمة السيارة ليست في القيمة المادية ولكن في أثرها المعنوي، لو أخذنا الجانب الكوميدي فسنظهر الكوميديا السوداء في إظهار بعض المنغصات، مضيفا أن الإيماء بالجسد سيلعب دورا كبيرا وهذا يعتمد على أدوات الممثل الذي يلعب الدور. ويضيف العبدالله أن لكل مخرج بصمته و ليس من الضروري أن نطرح النص و نطبقه كما هو، المؤلف وضع رؤيته حسب مخيلته، والمخرج يضع مقاييس وأدوات إخراجية. واقعية بسيطة المخرج سعود الصفيان ذكر أن النص مكتوب بلغة واقعية بسيطة، يعتمد على المفاجأة ليوصل إلى الهدف من المسرحية في النهاية، وأن مقولة النص الرئيسة هي «أن هناك العديد من الأشياء قد لا تبدو جميلة ولكنها قد تكون سببا في نقل حياتنا للأفضل»، يرى الديكور واقعيا، طاولة وكراسي وعددا من المقاعد وشباك على الشارع، وباب يؤدي للخارج، ومشهدا عبارة عن جولة بالسيارة وأتخيله كمشهد مصور ويعرض بالبروجكتر، مشاهد لشوارع مزدحمة وعمارات عالية، وأثناء الجولة تحدث مشاهد كوميدية وعند تعطل السيارة يحدث إظلام ونعود إلى المسرح ونشاهد مجسم السيارة على الطريق. يرى الصفيان أن الكاتب لم يتطرق إلى «شخصية الأم» التي حذفها من الرؤية الإخراجية، بشكل عميق، مؤكدا أن المخرج سيد العمل مقدما التغييرات في الأحداث والشخصيات حتى يصل بفكرة المؤلف إلى المتلقي. إشادة هادفة بدورهم أشاد عدد من القاصين والمخرجين من الحضور بالفكرة وتناولها من خلال طرح الرؤى الإخراجية واختيار النصوص المحلية والعالمية وتناولها بطريقة مسرحية، كما دعت المداخلات إلى المطالبة بعناصر الدهشة والتجديد لخلق عمل إبداعي، وطالبوا المخرجين فهم رسالة النص قبل العمل. كما دعت لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، المخرجين والمؤلفين إلى التسجيل في اللقاءات القادمة في محاولات إلى التطوير والاستفادة وتبادل الخبرة من خلال طرح النصوص المسرحية والرؤى الإخراجية.