أقامت لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون، فرع الدمام، ورشة عمل حول نص عالمي بعنوان «سيارة فريد القديمة»، لداون بايرن، اشترك في تقديم رؤى حولها المخرجون عبد الله الجفال، ومعتز العبدالله، وسعود الصفيان، وأدار الورشة مدير الفرع عيد الناصر، وحضرها عدد من المسرحيين والمهتمين، مساء أمس الأول، في مسرح الجمعية. وعُرِضَت فكرة الورشة، ورؤى المخرجين عبر فيلم قصير أعدته الجمعية. وفي الفيلم، استهل مخرج الفرع راشد الورثان الحديث، بتوضيحه للفكرة التي يتمنى أن تتطور، وأن تتحول إلى ملتقى دوري. وقدم المخرج علي الجفال رؤيته التي تتلخص في كون المسرحية تركز على دواخل النفس البشرية، مقترحاً إخراجها بطريقة مغايرة للمكان والفضاء المسرحي، بحيث تكون معبرة عما يكمن وراء النص. مؤكداً «النص ليس بسيطاً كما يتراءى للجميع، هو السهل الممتنع، حمل سمة صراع الباطل والصراع الداخلي الذي يحتاج إلى تفكيك في النص، الطبقة بلا شك مخملية من خلال المفردات». ورفض الجفال جواز تدخل المخرج في النص، بقوله «للمخرج أن يمارس إخراج، وليس كتابة». وطالب بوضع حد فاصل بين الإعداد والإخراج «ليس كل مخرج يستطيع أن يعدل، والمسرحية لقاء ما بين الفن والأدب، وإذا لم يمتلك المخرج أساسيات الأدب في فن كتابة النص المسرحي لن يكون جيداً في الإعداد». وقرر معتز العبدالله أن يتناول النص بشكل كوميدي، معتمداً على المسرح الفقير «صالة وكرسيين وخلفية ذات زجاج طولي، يظهر فناء المنزل». ورأى أن الأسرة متوسطة الحال، لا هي غنية، ولا فقيرة. وأكد «بإمكاننا أن نتناوله على مسرح آخر، وبإمكانات أكبر، كالإتيان بسيارة حقيقية، وبانوراما للشارع، أو البيت». وأوضح العبدالله إمكانية أن عمل النص «مونودراما، أو»دايودراما» بحيث تعمق الفكرة، أن يكون للسيارة جانب إنساني وحسي. ويرى سعود الصفيان أن النص سلس، ويعتمد على المفاجأة، ويوصل المقولة التي يريد أن يوصلها الكاتب «هناك أشياء قد لا تكون جميلة في نظرنا للوهلة الأولى، لكنها سبب رئيس لتحويلنا من حالة شقاء إلى فرح». وتساءل الروائي عبد الله الوصالي «إلى أي مدى يستطيع المخرج تغيير رسالة النص، هل لديه السلطة المطلقة؟ أم يجب أن يعرض ضمن رسالة النص نفسه». بينما يرى الصفيان أن «الكل متفق على أن المخرج سيد العمل المطلق، ومن حقه أن يغير في النص والشخصيات والأحداث، وتتابع الأحداث وإيقاعها، لكن لابد أن يصل إلى النقطة نفسها التي يريد أن يوصلها الكاتب». وأكد مخرج الفرع الفنان راشد الورثان أهمية تأكيد رسالة المؤلف، مضيفاً «من الممكن الاستغناء عن الحوار، والاتكاء على الملابس والشكل والتعابير، وإذا كان المخرج سينقل النص كما هو على خشبة المسرح، نفضل أن يكون المؤلف هو المخرج، ولابد أن يكون للمخرج رؤية بصرية تتفق في الفكرة التي تصب في رسالة المؤلف»، مستشهداً بعمل «اللاعبون»، الذي أخرج في ثقافة الدمام في سيرك، عوضاً عن القصر الكبير، وبشكل مختلف عن النص الرئيس «هاملت» لشكسبير. وتناول الفنان جلوي الحبابي في مداخلته إمكانية تغيير زمان ومكان النص، الأمر الذي أكده المخرجون، فبحسب العبدالله «أستطيع أن أعمل هذه المسرحية في العصر الحجري إن أردت». وتساءل القاص حسين الجفال عما يمكن تقديمه من جديد عبر نص متخلق يقدم بطريقة مبتكرة ومختلفة وجميلة ، مضيفاً «هذا ما نبحث عنه كمتلقين، ولا نحتاج أن نقرأ النص ونشاهده كما هو، نريد الدهشة والمفارقة والعمق». وأكد المخرجون الثلاثة إمكانية تغيير رؤاهم وأفكارهم حول النص بعد نقاشات الحضور الثرية.