مع استئناف ذاكرة مؤشر الأسهم للارتفاع بالتزامن مع الذكرى السادسة لانهيار السوق، عادت تكتلات إنشاء محافظ ذات رأس مال كبير بغرض المضاربة والالتفاف على الأسهم التي كان يطلق عليها «الخشاش» برأس مال يساعد أصحاب المحافظ الضخمة وقادة التكتلات على إحداث تغيير في سعر السهم ارتفاعا وهبوطا، وكانت ضمن المتهمين بالتسبب في الانهيار الذي لحق بسوق الأسهم قبل 6 سنوات بالإضافة الى عوامل أخرى. وفي ظل توالى ارتفاع المؤشر، حاليا، يؤكد مراقبون عودة تلك المحافظ، وذلك من خلال «مضاربين» قدموا بالفعل عروضا لإدارة محافظ بالنيابة عن أصحابها مقابل 20 بالمائة من الربح وعدم تحمل الخسارة مطلقا، وذلك من خلال إقناع أصحاب المحافظ المتخوفين بتذكيرهم بأنهم يديرون محافظ بمبالغ ضخمة، وأن إدماج محفظته مع تلك المحافظ سيوثر في زيادة الربح والعثور على تحركات المحافظ الضخمة عبر أسهم المضاربة، ويشترطون على صاحب المحفظة ألا تقل قيمتها عن مليون ريال لقبول إدارتها بديلا عنه. عودة التكتلات الى سوق الأسهم السعودي دعت مختصين وخبراء أسهم الى إطلاق تحذيرات منها، مؤكدين في تصريحات ل «اليوم» أنها أحد أسباب انهيار السوق سابقا، حيث إنها ذات ضرر بالغ في السوق، ولا تعكس حقيقته فعليا، مشيرين الى أن من يقود تلك المحافظ والتكتلات هدفهم المضاربة فقط والربح السريع متسببين في ارتفاع أسهم ذات رؤوس أموال منخفضة بفضل تحركهم بنفس الاتجاه مما يدخل السوق والمتعاملين في التضليل وعدم وضوح الرؤية حول أسباب الارتفاع غير المبرر للسهم. ونصح خبراء أسهم المتعاملين في السوق بالبحث عن الشركات الواضحة والعاملة ذات الخطط الموضوعة ودراسة كشوفاتها ومشاريعها، وذلك لهدف الاستثمار على المدى الطويل، وألا يتأثروا بهبوط السهم أو ارتفاعه أبدا حيث تتضح فوائد الاستثمار بعد فترة من الزمن. ودعا الخبراء الى الابتعاد عن أسهم المضاربة والشركات التي لم توضح مشاريعها على الأرض إذ يكتنفها غموض في قيمتها، ووصفوا من يدخل نطاق تلك الأسهم بأنهم أشخاص لا تهمهم سوى المضاربة ومطاردة السعر ارتفاعا وهبوطا. ومن جانبهم، أشار متعاملون في سوق الأسهم من عودة التوصيات حيث بدأ نشاطها يزيد مع ارتفاع المؤشر العام للأسهم، وقال عبدالله زايد العتيبي، متعامل في السوق وأحد المتضررين من الانهيار السابق» انهيار سوق الأسهم في الماضي وخسارة جزء كبير من قيمة محفظتي كان بسبب التوصيات التي كانت رائجة حينها، ومع مضي الوقت اكتسبنا الخبرة في التعامل مع السوق وعدم الانجرار وراء الإشاعات». وأكد الخبير الاقتصادي والأكاديمي الدكتور عبدالرحمن الصنيع أن وصول المؤشر الى مستويات 7100 دليل على عودة التعافي تدريجيا للسوق، مشددا على استخلاص الدروس السابقة والأخطاء السابقة التي تسببت في انهيار السوق والبعد عن التكتلات وعدم الانجرار وراءها وعدم البحث عن من يدير محافظهم بديلا عنهم لما لهم من دور في التأثير على السوق على المدى الطويل وارتفاع أسعاره دون مبرر. وأضاف الصنيع أن الوعي تنامى لدى المتعاملين حيث استوعب الكثير ما كان يحذر منه الخبراء من أسهم المضاربة التي تهدف الى الربح السريع، حيث أصبح كثيرون يفضلون الاستثمار في الشركات على المدى البعيد. ومن جانبه، أوضح خبير الأسهم الاستاذ الدكتور ياسين الجفري أن كل المؤشرات تدل على أن سوق الأسهم لن يتجه نزولا، بالنظر الى القوائم المالية التي أعلنتها الشركات وتدفع جميعها السوق الى مزيد من الارتفاع. وطالب الجفري جميع المتعاملين في السوق بالقراءة والتدقيق بالشركات التي ينوون الدخول فيها، وأن يكون تفكيرهم استثماريا على المدي الطويل والبعد عن المضاربات لتحقيق عائد مادي سريع.