من بين متاهات الغربة وعلى شواطئ الحرمان ومن نافذة الحنين إلى الوطن يطل هؤلاء المبتعثون إلى ديارهم من خلال شاشة صغيرة تنقل لهم وبشكل مباشر أحداث المباريات في الدوري السعودي. ولعل الجدير بالذكر أن هؤلاء الشباب ورغم ابتعادهم عن وطنهم بآلاف الأميال إلا أن حنينهم ما زال مستيقظاً متّقداً كل يوم يلفه الحب ويحمله الشوق. يقول المبتعث حسام بن قاسم :» من الطبيعي أن تحرقنا لوعة الشوق إلى وطننا وأهلنا، فنحن هنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية نتابع وبشكل يومي كل ما يحدث ويستجد في وطننا الغالي من خلال الصحف الالكترونية، وكذلك القنوات العربية، خاصة القنوات السعودية والتي نتبع من خلالها الدوري السعودي حيث إنه في الواقع حديث مجالسنا «. أما مروان الأنصاري فيقول :» عندما أتابع الشاشة السعودية وأنا خارج البلاد أحس بشعور مختلف تماماً عما أكون عليه قبل أن أتغرب في الخارج، يعتصرنا الشوق والحنين ونحن نتابع المباريات الرياضية في الدوري السعودي وفي نفس الوقت فإن مثل هذه المشاهدات تعد بالنسبة لنا متنفساً نقتل به شبح الغربة ونلتفّ نحن وأصدقاؤنا ممن يقاسمونا ألم الغربة على مثل هذه المباريات». ومن جانبه شارك يوسف الحربي برأيه ويقول :» إن الكثير من زملائي يعرفون بشكل دقيق أوقات المباريات لذلك تجدهم ينتظرون بفارغ الصبر نقلها على الهواء لكي يستمتعوا بمشاهدتها في ممرات الجامعة، حيث إن وقت بثها يكون في وقت الظهيرة بتوقيت الولايات الشمالية الشرقية للولايات المتحدةالأمريكية، من الجميل أن تجد الروح الحماسية لدى الطلاب وهم يتابعون المباريات ويقضون أوقات فراغهم على مشاهدتها». وأشار عبدالله الحناكي أن الكثير من المبتعثين يجدون هذه المباريات فرصة لتجمعهم، حيث لا يفضلون رؤيتها بمفردهم بل يتواعدون حتى تكتمل متعتهم بمتابعة المباريات، ولا يستغرب الحناكي من صمت الكثير من متابعي المباراة حيث إن البعض منهم تأخذه المباراة إلى أبعد من ذلك .. إلى الوطن الغالي والشوق إليه والحنين إلى ترابه.