دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عشية انتخابه رئيسا توافقيا للبلاد بعد سنة من الأزمة، المجتمع الدولي الى تقديم دعم مالي عاجل لبلاده المنهارة اقتصاديا، واعدا اليمنيين ب «اسعادة الدولة» وحكم القانون. وأطلق هادي في خطاب الى اليمنيين سلسلة وعود، مؤكدا انه سيعمل خصوصا على إصلاح النظام السياسي واعادة إحياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار لحل قضيتي الجنوب والتمرد الحوثي في الشمال، فضلا عن اعادة اللحمة للقوات العسكرية والأمنية المنقسمة والقضاء على تنظيم القاعدة. وقال في خطابه : «نجدد طلبنا من الدول الشقيقة والصديقة الاسراع في تبني الدعم العاجل لليمن من خلال تحريك ما تم رصده في مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن». واعتبر انه «من المفيد تبني انشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية على تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها على مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية». كما دعا مجموعة العشرين الى تبني مؤتمر لدعم اليمن اقتصاديا. ورسم هادي صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في اليمن الذي يعد من أفقر دول العالم أصلا وأنهكته الأزمة الأخيرة دافعة بمزيد من الشرائح الاجتماعية لما دون خط الفقر. وقال هادي : «أعلم جيدا ان الاستقرار المنشود لن يتحقق اذا كان هذا البلد يضم بين جنباته جائعين وخائفين ومرضى بدون أمل يمنحهم الطمأنينة». وذكر نائب الرئيس الذي سيخوض اليوم الانتخابات الرئاسية مرشحا توافقيا ووحيدا، ان نصف أطفال اليمن يعانون سوء التغذية، فيما يعاني ثلث الأطفال من سوء تغذية حاد، داعيا جميع «القوى الحية» في المجتمع الى «المساعدة لمنع مزيد من التدهور». واعتبر انه «من المفيد تبني انشاء صندوق طوارئ لمساعدة الحكومة اليمنية على تجاوز أزمتها الاقتصادية التي بدأت ترمي بظلالها على مختلف النواحي وفي مقدمتها المعيشية والإنسانية». كما دعا مجموعة العشرين الى تبني مؤتمر لدعم اليمن اقتصاديا. ويحتاج اليمن الذي يملك موارد محدودة جدا لمليارات الدولارات من الدعم الدولي من أجل الخروج من النفق الاقتصادي المظلم. استعادة الدولة وعلى الصعيد السياسي، شدد هادي على ان «أوجب الواجبات هو استعادة الدولة التي تم انهاكها لتعاود القيام بدورها الأساس» وهي أولوية ستنعكس ان تحققت «ولو بحدها الأدنى» على مختلف نواحي الحياة في اليمن على حد قوله. كما أكد ان الحوار الوطني الذي يفترض ان يدعو اليه بعد انتخابه رئيسا بموجب الآلية التنفيذية لاتفاق انتقال السلطة، هو «وحده القادر على كبح جماح التطرف وغلو المزايدين». أما أولية مواضيع الحوار فهي بالنسبة لهادي مسألة صعدة (شمال) حيث التمرد الحوثي الشيعي والقضية الجنوبية، في ظل تصاعد مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال عن الشمال والعودة الى دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتى العام 1990 التي يتحدر منها هادي. ويقاطع كل من المتمردين الحوثيين والحراك الجنوبي انتخابات اليوم. وأكد هادي انه لن يسمح «بافشال مؤتمر الحوار الوطني أو الالتفاف عليه باعتباره آخر حصوننا». تشريعات عصرية ووعد نائب الرئيس بالعمل على «تبني تشريعات عصرية تراعي الخصوصية اليمنية وهو ما يعني تبني إجراء إصلاحات جذرية واعادة الاعتبار لسطوة القانون الذي يقوم على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ودعم التعددية السياسية كأساس لنظام الحكم مع مساندة منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية لتقوم بدورها الرائد بعيدا عن التسييس والتبعيَّة». وعن موضوع تنظيم القاعدة والارهاب الذي يشكل أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي في ضوء تعاظم نفوذ التنظيم المتطرف وسيطرته على قطاعات واسعة من جنوب البلاد، تعهد هادي بوضع حد للارهاب على حد قوله. وقال : إن القاعدة استغلت الظروف في اليمن «لبسط نفوذها على أكبر قدر من المناطقِ التي سادتها الفوضى وغابت عنها الدولة». وأضاف «ان مسؤوليتنا تقتضي وضع حد لهذه الأعمال الارهابية الخارجة عن الدينِ والقانون» مشددا على أهمية «الدعم الإقليمي والدولي من مساندة مادية ومعنوية» من أجل «استئصال سرطان كهذا ليس لتمدده حدود». ولم ينس هادي الاشادة بالرئيس المنتهية ولايته الذي يغادر السلطة بعد سنة من الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وقال : «لم نكن لنصل» الى الحل السياسي في اليمن «لولا ان الرئيس علي عبد الله صالح تعالى على جراحه وترفع عن ردود أفعال لو انجر اليها كانت ستقود البلد الى وهدة الكارثة مغلبا سلامة وطنه على نزعة الانتقام وهو ما نتمنى أن يحذو حذوه آخرون». ودعا هادي الشعب اليمني إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف في مواجهة كل التحديات. كما أكد أن مصلحة البلاد كانت السبب في قبوله بالمهمة التي ألقيت على عاتقه.