حقق الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة الشرقية نجاحات باهرة في بطولات محلية وعالمية عديدة، ولقد تغلب هؤلاء الرياضيون بجميع فئاتهم على إعاقاتهم ليحققوا النجاحات تلو النجاحات في كل مسابقة رياضية تقام محليا ودوليا، فضلا عن أنه انضم 11 لاعبا منهم للمنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة .. ولكن بعد أن واجه رياضيو الاحتياجات الخاصة الشرقاويون الكثير من الصعوبات أثناء استعداداتهم للمشاركات في المسابقات الرياضية المحلية والدولية .. تجددت مطالباتهم بتوفير أندية تصقل مواهبهم ويمارسون فيها أنشطتهم الرياضية المختلفة .. مزيدا من التفاصيل في هذه المادة .. 10 سنوات مطالبة محمد آل ظاهر من فئة ذوي الإعاقة الحركية تحدث حول محور الموضوع قائلا : «لا يوجد مركز رياضي مجهز بالكامل ومخصص للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمنطقة الشرقية لكي نتدرب ونمارس فيه الأنشطة الرياضية المختلفة، وكذلك ليكون لنا حافزا للتحضير والمشاركة في الدورات الرياضية للألعاب المختلفة المحلية أو الاقليمية، فعندما يقترب موعد أي دورة رياضية تجدنا نستعد لها في إحدى المدارس التي يوجد بها صالات رياضية مغلقة»، ويضيف آل ظاهر : «لقد مضى قرابة 10 سنوات ونحن ننتظر الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لأن ينشئ مقرا رياضيا لمعاقي المنطقة الشرقية، ورغم الميزانيات المالية الكبيرة التي توضع كل عام، والمطالب الخطية التي ترفع لهذا الغرض وبشكل مستمر، إلا أن ذلك لم يحرك ساكناً لدى أصحاب القرار في الاتحاد، وما زاد مطالبنا أنه يوجد لدينا قرابة 11 لاعبا أساسيا في المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات من أبناء المنطقة الشرقية». ضعف الإمكانات من جانبه يقول سيف الجريان : «ينبغي أن يحظى الرياضيون المعاقون من المنطقة الشرقية باهتمام الاتحاد السعودي أسوة ببعض المناطق الأخرى الذين تم دعمهم من خلال إنشاء مقرات رياضية خاصة بهم، مثل معاقي الرياض الذين تم تجهيز مقر رياضي لهم بالكامل منذ ما يقارب الثلاث سنوات، وكذلك معاقو محافظة الأحساء والذي سيتم الانتهاء منه بعد فترة قصيرة، ولقد أصبحت هذه المناطق لديها الاستعداد الكامل لتجهيز لاعبيها للمشاركة في أي بطولة من خلال هذه المراكز حيث تجدهم يستعدون من دون أي معوقات قد تواجههم، ولهذا أرجو من المسئولين في الاتحاد مراعاة هذه الشيء، خاصة أنه بتوفيق من الله تعالى استطاع البعض منا تحقيق مراكز متقدمة في بعض البطولات التي شاركنا فيها سواء محلياً أو إقليميا .. وذلك رغم الضعف في الإمكانات المادية والمعنوية». 200 رياضي في الشرقية من جهته قال خالد آل إسماعيل : «منذ أن أصبح الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة هو الجهة المسئولة عن الرياضيين المعاقين وتنظيم البطولات التي تعنى بهم زادت معاناتهم أكثر، ففي السابق أي قبل 8 أعوام كانت جمعية المعاقين بالمنطقة الشرقية هي الجهة المسئولة عنا، وقد كنا نحظى منها بتقدير ودعم كبير، لدرجة أنها خصصت لنا مكانا مناسبا نجتمع فيه لنمارس بعض الألعاب الرياضية الفردية والجماعية»، وأشار آل إسماعيل أن عدد الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتها المختلفة في المنطقة الشرقية يصل قرابة 200 رياضي، وأردف قائلا : «جميع هؤلاء الرياضيين لا ينتمون لأي ناد رياضي معروف، وفي الآونة الأخيرة عزف الكثير منهم عن ممارسة الرياضة لعدم وجود ما يحفزهم للاستمرار، سواء من حيث المكان المخصص لرياضة أو المكافأة المالية»، وأضاف آل إسماعيل : «جميع التجهيزات والمكافآت التي تعطى لكل رياضي يشارك في أي بطولة تتم بجهود شخصية من قبل بعض المدربين الذين يتكفلون بتجهيز أي لاعب من جيوبهم، رغم الميزانيات المالية التي تخصصها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لكل منطقة من مناطق المملكة لرياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة». استعداد متواضع ومن جانب الصعوبات التي تواجه رياضيي الشرقية من المعاقين تحدث محمد الرميحي فقال : «من الصعوبات التي تواجهنا عندما يقترب موعد أي بطولة، أنه يتم تجميعنا من قبل المدرب بواسطة الاتصال بهاتفه النقال على كل لاعب لكي يخبره بمقر ووقت التدريب، وغالباً تجد بعض اللاعبين يعتذرون لعدم رغبتهم في المشاركة خاصة أنهم منقطعون عن ممارسة الرياضة لمدة قد تمتد لشهرين أو أكثر، وهذا ما يؤدى إلى عدم رغبتهم في المشاركة»، ويضيف الرميحي : «تمتد فترة الموسم الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المملكة قرابة 8 أشهر، وتشارك كل من منطقة الرياض ونجران وتبوك والمنطقة الشرقية بأربعة فرق وهي حركية ودماغية وذهنية وبصرية، ويكون استعدادنا نحن متواضعا جداً، أما المكافأة التي تصرف لكل لاعب بعد أي مشاركة في بطولة تصل حوالي 40 ريالاً عن كل مباراة يشارك بها، وهذا المبلغ زهيد جداً مقابل ما نبذله في المسابقات». مدرب : وجبة غذائية بقيمة خمسة ريالات لكل لاعب يشارك في بطولة محلية أوضح أحد المدربين فضل عدم ذكر اسمه أنه لا يوجد ميزانية مخصصة لدعم الرياضيين بالمنطقة الشرقية من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقال في معرض حديثه : «لا يوجد مقر رياضي مخصص بكل التجهيزات الرياضية المناسبة لهذه الفئة من الرياضيين، حتى الصالة الرياضية الخضراء كونها المكان المخصص للأندية والفرق الرياضية بالمنطقة الشرقية لا نستطيع أن نتدرب فيها إلا بعد أن يتم حجزها قبل أسبوع في الأقل، وذلك لكثرة النشاطات الرياضية التي تقام فيها»، وأضاف المدرب : «عدد اللاعبين المشاركين في منتخبات المملكة من أبناء المنطقة الشرقية من فئة المعاقين هم 11 لاعبا منهم أربعة لاعبين من فئة المعاقين حركياً أساسيين في منتخب ألعاب القوى، وأربعة آخرين في منتخب كرة القدم، وثلاثة في منتخب كرة الطائرة، أما عدد البطولات التي يتم تنظيمها من قبل الاتحاد السعودي للمعاقين على مدى موسم كامل على مستوى المملكة فتصل إلى 10 بطولات، أما على مستوى المنطقة الشرقية فتصل ما بين 5 8 بطولات، ونحن نواجه صعوبات أثناء الاستعداد للمشاركة في أي بطولة، إذ نضطر لأن تكون استعداداتنا داخل إحدى المدارس التي يوجد فيها صالات رياضية مغلقة أو حتى مفتوحة، وذلك لعدم تجاوب جميع الأندية معنا، ومن هنا أقدم شكري وتقديري لإدارات المدارس التي تتجاوب معنا، وتقدم لنا صالاتها»، ومن جهة أخرى أضاف المدرب : «استعداداتنا تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، والتجهيزات الرياضية التي يحتاجها الرياضيون للمشاركة في البطولة تقدم بجهود شخصية من قبل المشرف على مركز المعاقين بالدمام لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة عبدالرزاق التركي والذي يقوم بتذليل كافة الصعوبات التي قد نواجهها أثناء استعداداتنا للمشاركة في أي بطولة خارج المنطقة الشرقية، فيما خصص الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة 5 ريالات لكل لاعب قيمة وجبة غذائية في أي بطولة محلية يشارك فيها.