قال الشاعر عدنان العوامي إنه امتنع عن نشر ديوان ثان بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة، الأمر الذي حفز كلا من القاص خليل الفزيع رئيس نادي الشرقية الأدبي والشاعر محمد الدميني (نائب الرئيس) على الإمساك بزمام المبادرة وإبداء الترحيب بتبني طباعة ديوان الشاعر الثاني إن هو تمكّن من جمع قصائده خلال فترة إدارة النادي المؤقتة. جاء ذلك في ردّ العوامي على مداخلة يتيمة في الأمسية التي أحياها مع الشاعر حسين سهيل في نادي المنطقة الشرقية مساء الأحد الماضي حيث سأله الشاعر زكي السالم عن سبب توقفه عن النشر بعد ديوانه الأوّل. ويعدّ العوامي واحداً من أبرز الشعراء الذين ساهموا في تنمية الحركة الأدبية في المنطقة، إلا أنه لم يقدم على طباعة ديوان شعري آخر بعد إصداره ديوان (شاطئ اليباب) عام 1412ه، تلك التجربة التي ساهمت في تزهيده في النشر بسبب معاناته من «استغلال الناشرين واتساع ذممهم» على حدّ تعبيره في لقاء سابق. أدار الأمسية الشاعر محمد الحمادي مبتدئاً بالتعريف بالشاعرين، وقد ذكر جوانب من حياة الشاعر العوامي ومنها تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة قبل سنوات، وللعوّامي اهتمامات تاريخيّة ونقدية برزت في تحقيقه لديوان أبي البحر الخطي الصادر عام 2005، وفي مقدّمة الديوان التي احتوت دراسة تاريخية تحليلية لزمن الخطّي وظروفه السياسية، كما برزت اهتماماته من خلال إدارته لمجلة (الواحة) التي تعنى بالتراث. وقرأ الشاعر العوامي في الأمسية قصائد ذات طابع غزلي وجداني منها (الحصاد، من وحي بلاد عربية بعيدة، رفّت فرفّ الألق) وقصائد أخرى ذات طابع اجتماعي، وقصيدة اجتماعية ساخرة موجهة لوزير العمل الراحل غازي القصيبي. أمّا الشاعر حسين سهيل المولود عام 1380ه في جزيرة فرسان بمنطقة جازان فقد حلّق بشعره في تفاصيل الجزيرة الهادئة، واستحضر سهيل، الذي كتب أوبريت (جازان.. الإنسان والمكان)، في شعره لغة البحر وجنون الموج وقرأ عدداً من قصائد ديوانه (أشرعة الصمت) الصادر عام 1411ه ، ومن ديوانه الآخر (وللأحزان باب 1419ه) عدداً من القصائد منها (تراتيل) و(حوار المكان) القصيدة التي امتلأت غناءً بجماليّات المكان والحنين لمرابع الطفولة ومدارج الصبا والتحسّر على انقضائها والتوجّع لفراقها. كما قرأ سهيل قصيدة (ماء وطين) التي استحضر فيها تساؤلات عميقة في معنى الوجود والكينونة. وقد جاء في بعض ما قرأ الشاعر حسين سهيل: الأزرق الممتدّ فوق سواحلي بيني وبينك قصة وحوارُ والشاطئ الرملي ألف حكاية فوق الجبين وفي اليدين سوار ما مسّني عشقٌ كعشق جنونه من مهجة الصبح الضحوك يثارُ أبداً يعنانق ساحلي ويلفني في حضنه فيثور بي تيّار وفي قصيدة أخرى يقول: يا لهذا النهار الذي سقته للضحى .. ساقني للغلس قد افقت على ناي أضلاعه وبرق هواه خبا واحترس قد أفقت.. وما ضمّني غير صخرٍ -هنا- وانتكس. وأما الشاعر العوامي فقد قرأ: أميرتي، لم يعد شبّاك نافذتي مراهقاً عاصف الأشواق متقداً لكنّه الآن مهجور فلا أحدٌ يلقي إليه سلاماً أو يمدّ يدا ففارس الأمس مشغول بعزلته يقضي الليالي والأيام منفردا أراحه منذ عهد من متاعبه فلا يزاحم «سلمى» أو يثير «هدى» أميرتي لا تمرّي قرب نافذتي إنّ السلام على أهل القبور سُدى وفي قصيدة «اليتيم» على لسان يتيم يرسل شكواه لوالده المتوفّى معدداً ما يعانيه بعده يقول العوامي: وأمي لم تجد شيئا يقينا غوله الكافر فباعت كل مدخر عزيزا كان أو بائر سوى شيء تفدي الروح زهو حريره النادر وأخشى حين يطغى الجوع أن يحظى به تاجر فدعه وادعا يغفو بجنة ربه الغافر وإياك بأن يعلم أن ملاكه الطاهر لأجل صغارها أمسى يراود بيتها زائر