للبطولات مهر يجد في تقدمه كل من يطلب يدها، وإدارات الهلال المتعاقبة تجد في تقدم مهرها وبكل سخاء، إلى أن أتاها شاعرا يجيد تطويع الكلمات والأبيات وينضمها بقصائد متميزة، بل يتقن ويتفنن في نظم الأشعار الغزلية، هذا الشاعر المرفه الحس طوع البطولات كما طوع القصائد، ولا يؤثر تقديم أغلى المهور لها، لتأتيه عاشقة ولا تقبل بأن تكون لغير الهلال. إدارة الهلال قامت في بداية هذا الموسم بعملية إحلال لعدة عناصر أساسية كان يعتمد عليها الفريق في المواسم الماضية، وقد راهن أغلب النقاد وبعض مناصري الهلال بأن هذا الموسم لن يحقق الهلال أي بطولة..!! ولكن إصرار وعزيمة إدارة عبدالرحمن بن مساعد لم تضعف بل وبثقتها بما يملك الفريق من عناصر سعودية شابة تملك إمكانيات ومهارات تفوق أكبر اللاعبين، ومضت قدما بتقديم هذه العناصر الشابة والتي أثبتت نفسها بسرعة ضمن خارطة الفريق، وهو مالم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه، لكن للنظرة الثاقبة للمسئولين بإدارة الهلال هي من كسبت الرهان في الأخير. هذه الثروة التي يملكها النصر « جماهيره الغفيرة « لا تقدر بثمن لكن إدارته ولاعبيه لا يقدرون هذه الثروة للأسف من يشاهد الفريق الهلالي يوقن أشد الإيقان بأن الفريق بالكامل هو النجم فلا يمكن ان تحدد من هو نجم الفريق الابرز، ( فالهلال الآن أصبح بمن حضر )، هذه المقولة كانت لسنوات مضت شعارا للمنافس التقليدي للهلال نادي النصر أيام الأميرعبدالرحمن بن سعود " يرحمه الله " قولا وفعلا، أم الآن وقد تخلى النصر عنها كما تخلى عن الكثير من خصائص هذا الكيان الكبير، وأصبح استراحة تتزود بها الفرق بالنقاط صغيرها قبل كبيرها..!! هذا الكيان الذي أصبح ملجأ لكل منشق من ناديه، ويعزف عن استقطاب المواهب الشابة التي تعرض نفسها حباً وعشقاً لخدمة هذا الشعار الكبير ( والأمثلة على ذلك كثيرة وآخرهم نجم الهلال سالم الدوسري)، هذا الكيان الذي بني بجهد وتضحيات الكثير ممن تشرفوا بخدمته وسطروا المجد بحروف من ذهب إلى أن أصبح أكبر أندية الوسطى، بل إنه أصبح عشق الكثير من الجماهير العربية، إلى أن تكونت ثروة يطمع بها الكثير من الأندية. هذه الثروة التي يملكها النصر " جماهيره الغفيرة " لا تقدر بثمن لكن إدارته ولاعبيه لا يقدرون هذه الثروة للأسف، فكل ما يقدمه الفريق والعمل القائم بالنادي يدل على ذلك، فالاستبدال الذي طال الجميع في النادي، وما يزال الفريق يسير من سيئ إلى أسوأ، فهذا المدرب ذاهب والآخر قادم، وهذا اللاعب منسق والآخر مستقطب، ولسان حالهم يقول " شهاب الدين .......... ". لأنه البديل أسوأ ممن كان قبله..!! ولا تزال إدارة النصر تردد بأنهم في طور البناء، وبعد كل هزيمة مريرة يخرج إداري الفريق ليقدم جملة وعود وآمالا لهذه الجماهير الصابرة، ( التي أصبحت مضرب مثل في الصبر)، وتتساءل هذه الجماهير أين هو البناء..؟ هل البناء بمن انتهت صلاحيتهم..؟ أم بإتاحة الفرصة لشباب النادي لإثبات وجودهم، فالنصر هذا الموسم فقد كل أمل في تحقيق أي بطولة، فليكن ما تبقى من مباريات استعدادا للموسم القادم بهذه العناصر الشابة، مدعومة بالمحترفين الجدد. الفريق النصراوي يحتاج إلى وقفة صادقة من قبل صناع القرار به، وتقديم المصلحة العامة، بمجاملة أحد على حساب النادي، يمكن الاستفادة مما قام به عدد من الأندية من الاستغناء عن الأسماء المستهلكة بأخرى شابة، والتخطيط لتحقيق الهدف المنشود بصناعة فريق لا يعتمد على الأسماء، يسعى لتحقيق تطلعات جماهيره الغفيرة ورد الدين لها. الوصول إلى القمم وتحقيق الإنجازات لا يأتي بالأماني والأحلام، بل بالعمل المدروس والمتقن، وبوضع خطط وأهداف محددة يسير عليها الفريق، وتوفير الأدوات والعناصر المناسبة لتحقيق هذه الأهداف.