مجموعة من الهموم وعوامل الإحباط انتشرت مؤخرا بين أوساط الطلاب المكفوفين في محافظة الأحساء، وتتمثل هذه الهموم في عدة أمور تختص بحياتهم الدراسية كان من أهمها مطالبهم لحل عاجل في مسألة إعادة اختباراتهم، وكذلك في توفير وسائل نقل مجانية من وإلى مدارسهم ، ناهيك عن التأخر غير المحمود في صرف مكافآت الطلاب من المكفوفين، ومن جانب آخر .. فلم يسلم طلاب الثانوية العامة للمكفوفين بالأحساء من التأخير غير المبرر لاستلام كتبهم إلا بعد شهرين من بدء الدراسة، علماً بأن النقص في الكتب يشمل طلاب الصف الثالث الثانوي الذين هم بأمس الحاجة إلى المعدل الذي يمنحهم القبول بالجامعة، فضلا عن تذمرهم من النقص المعتاد في المناهج الدراسية، وكذلك عدم وضوح الطباعة في بعض الكتب .. المزيد من التفاصيل على لسان المكفوفين أنفسهم مع رد المسؤول في هذه المادة .. نتائج غير مرضية الكفيف محمد عبدالمجيد السماعيل طالب في الصف الثالث الثانوي (شرعي) تحدث عن تبعات تأخير الكتب فقال : «لم تأت الكتب إلا متأخرة، حيث لم نستلمها إلا بعد شهرين من بدء الدراسة، وهناك كتب لم نستلمها مثل كتاب الأدب الجزء الثاني، ولم نستلمه حتى الآن فيما نحن الآن على وشك الانتهاء من المنهج، و قد أدى التأخير في استلام الكتب إلى تراكم الدروس علينا، ورغم أننا لم نستلم الكتب إلا في وقت متأخر إلا أن كل معلم يريد أن يختبرنا ولم يراع تأخير الكتب، ونحن لا نلومهم لأنهم مطالبون بتسليم الدرجات لبرنامج الحاسب الآلي في المدرسة، وبالتالي فقد اختبرنا مواد النحو والأدب والبلاغة في يوم واحد وهو يوم الأربعاء من الأسبوع الثاني من استلامنا للكتب، وهذه العوامل جعلتنا نبذل مجهودا كبيرا في المذاكرة، ولكننا لم نستطع المذاكرة بالشكل المطلوب مما سيؤدي إلى انخفاض معدلنا، هذا بالإضافة إلى أنه خلال الشهرين اللذين درسناهما دون كتب لم نفهم شيئاً إلا في مادتي اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وذلك اجتهاداً من معلميهما وفرا لنا مذكرة مصورة للمنهج بكتابة برايل، وهذه المشكلة ليست في هذه السنة فقط، بل منذ 3 سنوات ونحن نعاني من نفس المشكلة، ومن ناحية ثانية فإن جودة الطباعة غير جيدة أبداً، ولولا تعاون المعلمين في هذه الناحية لما استطعنا أن نجتاز اختباراتنا بشكل مقبول، ومن جانب آخر فمنذ أن بدأ العام الدراسي لم نعط إلا مكافأة شهر واحد فقط، فيما أن بعض زملائي لا يستطيع دفع قيمة النقل وأنا واحد منهم، كما أن الباصات يعمل لها فحص دوري كل 6 أشهر ولكن ما نراه هو أنهم وفروا لنا في الأعوام الماضية سيارات دون المستوى (تمشية حال !!)، فهي تتعطل باستمرار، لذا نطالب المسئولين بحل عاجل لهذا». ويؤكد عبدالله كاظم المسلم الصف الأول الثانوي ما جاء على لسان زميله السماعيل وقال : «نعاني من نقص الكتب، فبعضها لم نستلمها حتى أوشك الفصل الدراسي الأول على الانتهاء، كما أن بعض الكتب طبعات قديمة، وغير واضحة، كما أننا نواجه مشكلة النقل، وبالتالي نصرف من المكافأة التي نستلمها على النقل»، ويتفق محمد عباس الحسن من الصف الأول الثانوي مع آراء زميليه السابقين ويقول : «بعض الكتب لم نستلمها حتى الآن مثل كتاب إنجليزي الجزء الثاني، والأدب الجزء الثاني، والتاريخ الجزء الثاني، والفيزياء والكيمياء والأحياء، ولا يوجد إلا كتب قديمة أو بعض الحروف غير واضحة من حيث قراءتها عن طريق اللمس، الأمر الذي يصعب أو يستحيل علينا قراءتها، كما أن هناك أوراقا خاصة نكتب عليها وهي غير متوفرة أيضا». مسلم صالح المسلم من الصف الأول الثانوي أكد ما قاله زملاؤه من نقص الكتب وعدم توفر الأوراق الخاصة التي يكتبون عليها، وكذلك عدم توفر وسيلة نقل، و قال : «أرجو أن تحل هذه المشاكل في أسرع وقت، لاسيما أن هناك اختلافا بين منهج المعلم والمنهج الذي نستخدمه والمكتوب بطريقة برايل، وهذا الاختلاف يشتت تفكيرنا فنكون في وادٍ والمعلم في وادٍ آخر»، ومن جهته يضيف هاني حجي الرشيد يدرس في الصف الثالث الثانوي فيقول : «نعاني من عدم توفر وسيلة نقل تنقلنا إلى المدرسة حيث أسكن في بلدة القرين والمدرسة في المبرز، والمسافة بينهما طويلة، وإدارة التربية والتعليم لم توفر لنا وسيلة نقل منذ بداية العام الدراسي، وفيما نريد زيادة معدلنا التراكمي فإن عدم توفر وسيلة نقل يجعلنا لا نرتاح نفسياً، ويكون ذهننا مشغولاً بتوفر وسيلة نقل سواء إذا كنا في المدرسة أو في المنزل حيث لا نستطيع توفير سائق خاص ينقلنا للبلدة، ومن هنا أطالب إدارة التربية والتعليم بتوفير وسيلة نقل مناسبة، كما ان هناك تغييرا كبيرا بين منهج المبصرين ومنهج المكفوفين، فنحن لا نعتمد على السبورة بل نعتمد على الكتاب، وإذا كان هناك تغيير بين المنهجين فإن تفكيري يتشتت، لأن المعلم يقرأ كلمة وأنا عندي كلمة معاكسة تماماً لما عنده، كما أن طباعة المناهج ليست درجة أولى ولا درجة ثانية بل سيئة جداً، ناهيك عن أن هناك كلمات ممسوحة لا أستطيع قراءتها». بالغنيم : مشكلة الكتب ناتجة عن المطابع .. والإدارة تعتذر عن تأخر المكافآت حول محاور الموضوع تحدث مدير إدارة التربية والتعليم بالأحساء أحمد بن محمد بالغنيم فقال : «تأخر وصول الكتب ناتج عن تأخر المطابع في توريدها للإدارة، وفي حال وصولها إلى مستودعات الإدارة سيتم توصيلها فوراً إلى المدارس، وقد عالجت المدارس هذه المشكلة من خلال قيام معلمي غرفة المصادر بتلخيص كتب التعليم العام وطباعتها بلغة برايل وتوزيعها على الطلاب، توجيه الطلاب لمتابعة موقع الألوكة الإلكتروني، حيث تتوفر فيه جميع الكتب الدراسية بلغة ناطقة للاستفادة منه، كما أن الإدارة قامت بالاستفادة من جميع ما خصص لها في بند النقل، وترتب على ذلك توقف أغلب عمليات النقل بعد نفاد المخصص المالي، كما حصلت الإدارة على موافقة الوزارة لدعم البند المخصص لعملية النقل، وعلى إثرها تم طرح العمليات الخاصة بنقل الطلاب، حيث ستشمل ما نسبته (95%) تقريبا من عدد الطلاب، أما بالنسبة لتأخر صرف المكافآت، فالإدارة تقدم اعتذارها عن ذلك، وهو ناتج عن الإجراءات الخاصة بتوحيد المصرف المعتمد للإدارة بعد توحيد قطاعيها البنين والبنات، والعمل جار على تزويد البنك بالبيانات اللازمة لجميع الطلاب، وخلال الأشهر القليلة القادمة إن شاء الله سيتم معالجة الموضوع، وقد تم توجيه الجهات المعنية بالإدارة بتقديم كل الدعم للأبناء لحل ما يعترضهم من مشكلات تعليمية أو خدمات مساندة، سائلين الله تعالى لجميع الأبناء التوفيق والنجاح».