جاء في تقرير بحثي ان زعماء طالبان الافغانية مستعدون لفك الارتباط بالقاعدة مقابل انهاء الحرب في أفغانستان لكن السياسة الامريكية تؤدي الى ظهور مقاتلين شبان أكثر تشدداً وأقل استعداداً للتوصّل الى اتفاق سلام. العاصمة الأفغانية تغطيها الثلوج وجاء في التقرير الذي أعده اليكس شتريك فان لينشوتن وفليكس كون اللذان يتخذان من قندهار مقراً لهما، ان طالبان مستعدة لضمان عدم استخدام أفغانستان كقاعدة للارهاب. وجاء في التقرير الذي نشرته جامعة نيويورك يوم الاثنين ان السياسة الامريكية رغم ذلك التي تنطوي على محاولات لتفتيت طالبان تخلق بشكل غافل فرصاً للقاعدة لتحقيق اهدافها. وقال التقرير ان العلاقة بين طالبان والقاعدة توترت قبل وبعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولاياتالمتحدة عام 2001 نظرا لوجود خلافات كبيرة في العقائد. وولدت القاعدة من رداء التشدد الاسلامي في الشرق الاوسط خاصة في مصر . وحين شارك أعضاؤها في القتال ضد السوفيت في أفغانستان بلورت لنفسها مفهوما عن الجهاد العالمي. بينما نشأ قادة طالبان في مناطق الريف في جنوبأفغانستان بمعزل عن الاحداث العالمية. وكان جُلهم صغاراً في السن جدا لم يتمكنوا من لعب دور كبير في الجهاد الافغاني ولم تكن لهم علاقات وثيقة بالقاعدة الى ان استولت طالبان على السلطة عام 1996. وجاء في التقرير: العلاقة بين القاعدة وطالبان في النصف الثاني من التسعينات معقدة وشابها التوتر في احيان كثيرة. كان الاثنان لا يعرفان الكثير عن بعضهما البعض. وقال الباحثان ان زعماء طالبان لم يعرفوا مسبقاً بهجمات سبتمبر. وذكرا ان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة استغل قيادة طالبان لافتقارها للخبرة الدولية وانها وجدت نفسها بعد ذلك مضطرة الى القيام برد فعل. وأخطأت قيادة طالبان على الارجح في حساب رد الفعل الامريكي للهجمات التي وقعت في واشنطنونيويورك وطلبت أدلة على تورّط ابن لادن حتى تستطيع ان تقرر تسليمه الى دولة اسلامية اخرى لمحاكمته. وقال الباحثان اللذان ينشران كتاباً عن طالبان والقاعدة في ابريل نيسان ان قطع الروابط بين الجماعتين وهو شرط رئيسي لواشنطن للتوصّل الى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب الافغانية ليس عقبة كبيرة كما كان متصوّراً من قبل. ويرى الباحثان أنه على الرغم من أن طالبان تزعم انها لا تستطيع ان تعلن عن خلافاتها مع المتشدّدين الاجانب حالياً لانها مرتبطة بزواج مصالح. لكنها في الوقت نفسه أكدت انها لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة للارهاب وتشعر بأهمية طمأنة المجتمع الدولي بذلك. ولم يتحدث التقرير عن كيف يمكن لطالبان ان تقطع روابطها مع القاعدة او الى اين يذهب التنظيم اذا اجبر على الخروج من ملاذاته الآمنة على الحدود الافغانية الباكستانية. وألمح التقرير الى ان طالبان قد تكون في نهاية المطاف مستعدة للتعاون مع الولاياتالمتحدة في محاربة الارهاب الدولي وان كان موقفها الآن ملتزماً بعدم التفاوض الى ان ترحل القوات الاجنبية عن أفغانستان. وقال التقرير ان السياسة الامريكية التي تستهدف قادة من مستويات متوسطة واعتقال كبار الزعماء في باكستان يضر بالقيادات الكبيرة في السن ويمهّد الطريق لجيل من القيادات الاصغر الاكثر انفتاحاً على القاعدة.