المنتخب الياباني في كأس آسيا كان طرفا أساسيا في كل الأحداث والمجريات التي شهدتها كأس آسيا 2011 بالدوحة منذ بداية البطولة وحتى نهايتها.. ولم يكن طرفا تقليديا في لغة كرة القدم بل وساهم في صناعة الأحداث ( الخليجية العربية والآسيوية ) خلال (25 يوما) عاشتها كأس آسيا وسط أجواء البطولات العالمية وليس بطولة تقليدية. فقد قدم المنتخب الياباني (ثقافة كروية) تستحق أن تدرس للذين يقبعون على كراسي اتحادات كرة القدم الخليجية والعربية على حد سواء لعلهم يفقهون شيئا مما يمتلكه هذا المنتخب.. فلم يكن مصادفة أن يحقق منتخب اليابان العجيب كأس البطولة ويتزعم القارة الآسيوية (بأربعة ألقاب) . لم يبدأ المنتخب الياباني تجاربه الحقيقية مع كرة القدم سوى من سنوات قليلة..بل كانت الكرة اليابانية تلميذ في صفوف كرتنا الخليجية في تسعينات القرن الماضي ولكنه كان يقيس كل حركات وسكنات الكرة الخليجية والعربية.. حتى نجح في أن يصل الى مستواها ومن ثم تجاوزها بكل يسر وسهولة.. ففي الوقت الذي نبحث فيه اليوم عن طريقة للحاق بالكرة اليابانية.. أصبحت اليابان تنظر الى كرة القدم في العالم المتقدم من خلال مشاركاتها في بطولة (كوبا أمريكا).. فلم تعد الكرة الآسيوية هو الهدف لكرة السموراي.. وإنما أصبحت تهدف الى أبعد من ذلك بكثير. أبعد مما نتخيل ونحن مازلنا ننظر تحت أقدامنا المنهكة من كثرة التجارب والألوان والأفكار العقيمة التي لم تزد كرتنا سوى مزيدا من التدحرج للوراء..! لم يسقط المنتخب الياباني في كأس آسيا رغم إنه بدأ بداية صعبة أمام منتخب الأردن وخرج بنقطة يتيمة وبشق الأنفس بعد أن اعتقد الكثيرون منا بأن المنتخب الياباني استسلم للخسارة في بداية مشواره بكأس آسيا.. وتحدى كل الظروف التي واجهته وهو يلعب ناقصا ومتأخرا في النتيجة مع منتخب قطر ليتفوق كذلك في الرمق الأخير ويتأهل الى النصف النهائي.. ولم يكن الاختبار الذي تعرض له أمام جاره الكوري الجنوبي إلا ليزيده قوة وإصرارا ليوصل طريقه الى المقدمة.. كانت الكرة اليابانية تلميذ في صفوف كرتنا الخليجية في تسعينات القرن الماضي ولكنه كان يقيس كل حركات وسكنات الكرة الخليجية والعربية.وعندما لعب مع منتخب أستراليا لم يكن يهمه ذلك كثيرا أكثر من أن يهمه كيف يحقق الفوز والنصر على فريق جله من المحترفين في الدوريات الأوروبية.. ولم يهتز المنتخب الياباني من الأطوال الفارهة للاعبي المنتخب الأسترالي بل جعلهم ينحنون له ويقدمون له التحية بالطريقة اليابانية. هكذا يكون العمل ففي سنوات قصيرة مقارنة بالسنوات التي عملت فيها الكرة الخليجية والعربية نجح في أن يصنع المنتخب الياباني فارقا في مفاهيم كرة القدم والتي كانت جلية من خلال لاعبيه وكيفية تعاملهم مع الأحداث.. يحترمون قرارات الحكم.. ويحترمون كثيرا الطرف الثاني كبر أو قل شأنه..وأكثر من هذا كله إنهم يحترمون أنفسهم..! فالكرة اليابانية أجبرت الجميع في القارة الآسيوية.. وستجبر العالم عما قريب في أن يقدموا لها كل الاحترام.. فقد تخطوا بدرجات كبيرة مانحن نتصارع عليه من أوهام دوري المحترفين الى فلسفة الصغار من أين نبدأ من القمة أو من القاع على طريقة الهرم المقلوب.. الى محاولات التجميل والتلوين التي يقوم بها لمساندة من يجلسون على كرسي الرئاسة..! p