الكرة السعودية تنهار، تلك هي الحقيقة، ولا أحد يجرؤ على المجاهرة بها، أما الحديث عن تراجعها فليس جديداً، فالأمر ملحوظ منذ نحو عقد كامل؛ يحدث ذلك وسط صمت مطبق على الرغم من أن الأدلة على انهيارها واضحة وضوح الشمس في كبد السماء. كثيرون ما بين عامدين وجاهلين كانوا يقيسون تراجع الكرة السعودية آسيوياً بتقدم الكرتين في اليابان وكوريا الجنوبية، وكانوا يكثرون الحديث عن أن الكرة السعودية فقدت زعامتها للقارة وباتت تقف خلفهما، ولم يعترف أحد يوماً بتقدم الكرتين الإيرانية أو العراقية على كرتنا؛ رغم أن الأولى ظلت تتقدم علينا طوال السنوات الفائتة في تصنيف (الفيفا)، والثانية هي التي حالت بيننا وبين استعادة اللقب الآسيوي المفقود في نهائي كأس آسيا 2007. هذا ما كان يحدث في التعاطي مع إيران والعراق فكيف بدول الشام والخليج؟!، فنحن لم نعترف لهما لحظة بالتطور، وتلك حقيقة أخرى؛ فضلاً عن الاعتراف لهما بالتقدم على كرتنا، وها هي الأدلة تصدمنا الواحد منها تلو الآخر، ومع ذلك لا زلنا نكابر، فأين نحن من سوريا والأردن، بل من قطر والكويت وحتى البحرين؟!. الاتحاد الدولي وهو المرجعية الأولى يؤكد في تصنيفه الأخير بأن المنتخب السعودي يقبع في المركز 98 بين منتخبات العالم متخلفاً ليس عن اليابان واستراليا وكوريا وحسب، فبيننا وبين هذه المنتخبات الثلاثة ما بين 60 و 80 مركزاً؛ لكن تصنيف (الفيفا) يؤكد ما هو أخطر من ذلك بكثير، وهو أن المنتخب السعودي أصبح يقف خلف منتخبات إيران، والصين، وأوزبكستان، والأردن، والعراق، بل إنه يقف خلف قطر والكويت!. ليس هذا فقط؛ فحتى الحضور على مستوى المنافسات يؤكد ذلك، فإذا ما غضضنا الطرف عن اليابان، واستراليا، وكوريا الجنوبية، وتلمسنا موقعنا بين دول الشام والخليج اليوم، سنكتشف جملة حقائق منها أن من أطلق على منتخبنا رصاصة الرحمة وحرمه من العبور لمونديال جنوب أفريقيا هو منتخب البحرين، وأن من انتزع منه كأس "خليجي 20" هو منتخب الكويت، وأن من رمى به خارج كأس آسيا الأخيرة هما منتخبا سوريا والأردن، وسنكتشف أيضاً أن حظوظ كل تلك المنتخبات اليوم في العبور للدور الأخير من تصفيات مونديال البرازيل أفضل منه، بعد أن دخل في حسابات أكون أو لا أكون. لنأت بعد ذلك للأندية السعودية ولننظر لواقع الأندية الأربعة التي مثلتها في دوري أبطال آسيا، ولنسأل: أين هي الآن؟، ثم لنسأل عن السد القطري وموقعه كي ندرك الحقيقة المرة. هذا مع العلم أن الكرة السعودية تشارك في البطولة بأربعة مقاعد، بينما تشارك قطر بمقعدين ونصف!. كل تلك الحقائق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل أن الكرة السعودية لا تتراجع بل تنهار، وأن انهيارها يأتي في سياق انهيار الرياضة برمتها، وتلك حقيقة أخرى لا يراد الاعتراف بها أيضاً؛ وهنا يحضر -عنوةً- السؤال الذي لا يريد أحد استحضاره؛ فضلاً عن الإجابة عليه وهو من المسؤول عن كل ذلك؟!