تتفوق عقول الناشئة من طلاب المراحل الدراسية السعودية بشكل واضح، في علوم الرياضيات على نظرائهم في الدول الغربية، وأن مستوى الطالب السعودي في تصاعد مستمر، ولكن الطالب العربي لا ينقصه سوى التفكير والإبداع، وهو أفضل من نظيره الغربي بصفة عامة ، لكنه يفتقد الخطط التدريبية التي يتمتع بها طلاب أوروبا الشرقية الذين أبدعوا كثيرا في مجال الرياضيات ويوجد بين أوساط الطلاب السعوديين نماذج قادمة بقوة، والتدريب هو الطريق الأمثل لاكتشاف مواهب علمية تكون نواة لعلماء المستقبل، بينما المناهج الدراسية الخاصة بمواد الرياضيات في المملكة على مستوى المراحل التعليمية، ملائمة جدا من حيث المحتوى العلمي المتطور، لكن يجب أن تقدم للطلاب بالطريقة المثلى وهذا هو ما نعرفه في التحقيق التالي. في البداية يؤكد الأستاذ بجامعة الملك سعود الدكتور معروف سمحان ، خلال مخيم الرياضيات الشتوي التي نظمته أرامكو واختتمت فعالياته ، بمشاركة 80 طالبا من المرحلة المتوسطة، بمدارس المنطقة الشرقية، والرياض، وجدة، تم تدريبهم ضمن المحتوى MAC8 الأمريكي، مشيرا إلى أن قدرات الطلاب المشاركين في المخيم، كشفت عن مستقبل ينبئ بعلماء المستقبل، وأنهم سيشقون طريقهم بثقة نحو العلم لخدمة الوطن والمجتمع، مؤكدا على أن الطالب العربي لا يختلف عن الطالب الأوروبي بل العقول العربية في مجال الرياضيات أفضل من نظيراتها الغربية، لكن تلاميذ الغرب يتمتعون بفرص تدريبية أكثر من الطالب العربي، لافتا إلى أنه تم ملاحظة الاختلاف الملموس بالمستوى للطلاب المشاركين بالمخيم منذ بداية التدريب، حيث تصاعد مستوى أداء الطلاب بشكل واضح مع بداية الأسبوع الثاني للتدريب، والذي أتى بنتائج مبهرة ضمن الخطة التدريبية خلال فترة أيام المخيم، موضحا أن الطلاب المبدعين انطلقوا نحو الطريق الصحيح، كما اكتشفنا بين أوساط الطلاب نماذج قادمة بقوة. مشددا على أن مثل هذه المخيمات والتدريب هي الطريق الأمثل لاكتشاف مواهب علمية تكون نواة لعلماء المستقبل. ذاكرا أنه تم عمل اختبار نهائي بمستوى الأسئلة اليومية التي تم طرحها خلال فترة المخيم، كما تمت مقارنة الاختبارات اليومية مع الاختبار النهائي لمعرفة الفرق. لافتا إلى أن طلاب الرياضيات في المخيم لاقوا في بداية التدريب صعوبة في مادة الجبر التي تم إدخالها ضمن المحتوى العملي المقرر للتدريب، لكن تجاوزها الطلاب بعد أيام بل أبدعوا فيها بعد أيام من تلقيهم التدريب المكثف، مبينا أن جميع المشاركين أبدوا ارتياحهم من مادة الجبر، رغم أن تلك المادة «مادة الجبر» غير مضافة ضمن مقرر «AMC8» الذي تم اعتماده كمادة للمخيم، والذي تم تقديمه باللغة العربية وهي اللغة الأم للطلاب، لكن تم استخدام المصطلحات الرياضية، حيث المشاركة العالمية تقدم بلغة المشارك، وسيكون الطلاب بالمتابعة ومواصلة التدريب من خلال البرامج، مؤهلين للمشاركة في المسابقة العالمية للرياضيات ومنافسة العقول العالمية بجدارة واستحقاق. وقال ان هذا المشروع العلمي لرعاية الطلاب المشاركين، لن يتوقف بعد ختام مخيم الرياضيات الشتوي، بل سيكون هناك اهتمام بعلماء المستقبل من خلال المتابعة، لتطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، واستمرارية التواصل من خلال الإنترنت، وهناك أفكار يتم دراستها لكيفية متابعة الطلاب والتواصل معهم الكترونيا ووضع أسئلة على الموقع وفتح باب النقاش المباشر بين الطلاب والمشرفين على العملية. متوقعا أن طلاب المخيم سيبهرون الآخرين بطريقة تفكيرهم وأدائهم، وأنا شخصيا لم أكن أتوقع من الناشئة الذين يدرسون في المرحلة المتوسطة، هذا المستوى المبهر الذي يتصاعد يوميا. وطالب الدكتور سمحان بالعمل على خلق ثقافة التدريب في المجتمع، وكذلك ثقافة الاختيار للنخبة ، وطالب أيضا بدور رئيس للشركات الوطنية، والمساهمة الجدية برعاية المواهب السعودية ليس فقط على مستوى الرياضيات بل على جميع الصعد، مؤكدا ان مردود ذلك على المدى الطويل كبير جدا، لأن المبدعين هم من سيبنون الوطن ويقدمون خدماتهم العلمية للمجتمع، إذا يجب رعايتهم من قبل الشركات والمؤسسات الخاصة، لتخفيف العبء على الجهود الحكومية، ومن هنا أراهن على هؤلاء الطلاب المبدعين وانتظروهم خلال السنوات العشر القادمة. طلاب : نتبادل الخبرات من أجل التفوق علميا قال الطالب إياد المرواني من المنطقة الغربية أنا أبلغ من العمر 13 عاما وأدرس بالصف الأول متوسط لقد استفدت كثيرا من هذا المخيم الخاص بالرياضيات خاصة أنها دروس مكثفة مما جعلني استفيد منها وأتعلم وأتمنى أن يستمر هذا المخيم ويكون بشكل سنوي فما نتعلمه في المدارس قليل وعشوائي أما هنا فهو مكثف وواسع وقال أمنيتي بعون الله تعالى أن أصبح عالما فما وجدته من الجميع دفعني للتفوق وأضاف الطالب الحمزة سمير من المنطقة الشرقية أنا أبلغ من العمر 15 عاما وأشكر القائمين على هذا المخيم الرائع على اختياري فما وجدته في هذا المخيم من متابعة وتعليم وتدريب والتعرف على مجالات مختلفة ومتنوعة جعلني أحقق أمنيات كثيرة كنت أحلم بها خاصة في زيادة معرفتي وحبي للرياضيات والتي أحببتها كثيرا خاصة أن والدتي الغالية هي من حببتني في الرياضيات لأنها معلمة رياضيات ونحن هنا مثل الأسرة الواحدة لذلك كانت جميع لقاءاتنا أخوية واستفادة في تبادل الخبرات وأشكر القائمين عليها . طلاب مخيم الرياضيات الشتوى وأوضح الطالب عبدالرحمن المبرد من منطقة الرياض قائلا أنا أبلغ من العمر 15 عاما وأحب كثيرا الرياضيات وأعتبر هذا المخيم من أفضل وأروع المخيمات والبرامج التي التحقت بها فقد تعلمنا أشياء كثيرة لم نكن نعرفها وهي رسالة لمن هو مميز بأن يكون مشاركا في السنوات القادمة وهو معلوم أن الرياضيات والعلوم مهمة جدا في حياتنا وقال جاء اختياري للرياضيات من حبي لها على الرغم من أن عائلتي متخصصة في الانجليزي واللغة العربية وهو ما جعلني أتشجع واختار الرياضيات فكل الشكر لكل من ساعدنا في هذا المخيم . وقال الطالب خالد الخالدي من المنطقة الشرقية أنا عمري 14 سنة وأنا محب للرياضيات كثيرا وهو ما جعلني أتواجد هنا وأعتقد أن هذا المخيم فيه استفادة كبيرة جدا لم نكن نعلم بها منها التعارف على الزملاء والثقة بالنفس والاعتماد عليها وزيادة المعلومات والمعارف والبرامج خاصة في الرياضيات التي تعلمت منها الجبر والتحليل والنظريات ، وأتمنى أن أصبح عالما أساهم في خدمة وطني فأنا لدى الطموح الكبير أن أواصل تعليمي وأشكر الجميع على كل ما قدموه لنا . الأنصاري : تدريب علمي مكثف للطلاب أكد الدكتور علي الأنصاري مشرف إدارة التربية والتعليم في المخيم أن التعاون الكبير بين إدارة التربية والتعليم وارامكو السعودية حقق أهدافه المنشودة في احتضان علماء المستقبل من طلاب المرحلة المتوسطة من المنطقة الشرقيةوجدةوالرياض وخضوعهم للتدريب العلمي المكثف ضمن مخيم الرياضيات الشتوي الذي نظمته أرامكو السعودية بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم. المحرر في حوار مع مشرفى التربية والتعليم وقال : تم اختيار 15 مشرفا و12 معلما و80 طالبا للمشاركة في هذا المخيم وتم تقسيم الأدوار على الجميع وتقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات تحمل أسماء العلماء في الرياضيات من بينها ، مجموعة الكندي، ومجموعة الخوارزمي، ومجموعة الحراني ، وحرص الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية على هذا المخيم من خلال زياراته للمخيم والاطمئنان على الطلاب ومدى استفادتهم من المحتوى العلمي والتدريبي الذي تعلموه ، وقال : دورنا كان متنوعا ومنسقا مع شركة ارامكو التي وفرت وسخرت كل الإمكانيات من اجل نجاح هذا المخيم ، وحرصنا على متابعة جميع الطلاب من كافة النواحي وتوفير كل الإمكانيات لهم وتوفير الأجواء المناسبة من سكن مميز تابع لارامكو السعودية ومتابعة صحية والتواصل مع أولياء الأمور بشكل دائم والتنويع في البرامج التي منها الصباحية والمسائية والرحلات المختلفة للاماكن السياحية بالمنطقة الشرقية مقدما شكره الكبير لكل من ساهم في إنجاح هذا المخيم وتميزه بدرجة كبيرة . التفوق بفضل تشجيع الأهل للطلاب قال الطالب محمد الدعيج البالغ من العمر 15 عاما : أحببت الرياضيات كثيرا بفضل تشجيع الأهل ومعلمي علي الغامدي وهذا المخيم الجميل كشف لنا الكثير من الجوانب الهامة في الرياضيات من معرفة ومعلومات زادتنا حبا للرياضيات والإصرار للوصول إلى العالم وإظهار تميزنا . وأضاف الطالب عناد السلماني البالغ من العمر 13 عاما : أنا سعيد جدا بمشاركتي في هذا المخيم الذي أتمنى أن يكون سنويا فقد تعلمنا أشياء جديدة لمن نكن نعلم بها ايضا هناك تبادل خبرات بين الجميع والشيء الجميل أننا حتى في اللهجات أصبحنا نتعلمها من بعضنا البعض ولا اخفي عليكم أن المشرفين والمعلمين وجميع المسئولين كانوا لنا بمثابة الأهل والآباء واشكر خاصة المشرف نايف العتيبي رئيس المشروع الذي كان دائما ما يشجعنا . المناهج ملائمة للمراحل الدراسية وعن المناهج الدراسية الخاصة بمواد الرياضيات على مستوى المراحل التعليمية في المملكة ، أكد الخبراء أنها ملائمة جدا، ولكن أن تقدم بالطريقة المثلى وهذا هو الأهم. وأشار الخبراء إلى أنه بعد عودة الطلاب المشاركين في المخيم لمقاعدهم الدراسية سينعكس إيجابا على مستواهم الدراسي في الرياضيات وسيكون الفارق واضحا من حيث تطور المستوى، مقارنة مع زملائهم الآخرين ، وهم بمثابة نواة لعلماء المستقبل بالمتابعة وأن المسؤولية مشتركة والتي تبدأ من الأسرة ومدى وعيها باكتشاف مواهب أبنائها ، وأضاف الخبراء أنه لا توجد عصا سحرية لصنع المواهب، وهي عملية تكاملية بين جميع الأطراف، البيت والمدرسة ، موضحين أن الرياضيات موهبة واكتساب بالتعلم والتدريب، مستشهدين بالمقولة «حتى تستطيع أن تبدع بالرياضيات يجب أن تتدرب» وقد خلقت الناس أسطورة غير حقيقية في الماضي عن الطالب الخليجي وأنه يتلقى العلوم بالتلقين، لكن هذه الفكرة تلاشت تماما حاليا وأصبح الطالب السعودي في مجال الرياضيات على مستوى عال وأصبح الطلاب يقبلون كثيرا على مادة الرياضيات، والمدارس عليها مسؤولية كبيرة بالتدريب، لكن هذا التدريب يحتاج إلى رعاية خاصة ليس فقط في المملكة بل على مستوى العالم.