معاناة يومية بل كل لحظة يعانيها أولئك الذي تضررت كلاهم وخارت قواها في أداء أدوارها الوظيفية، ذلك يلخص حالة الشاب رائد عبدالعزيز، 21 عاما، والمصاب بالفشل الكلوي؛ حيث وفرت له أحد المستشفيات جهازا لغسيل الكلى يستمر نحو ثماني ساعات يوميا في عملية الغسيل. رائد أكبر أشقائه ووالده مسجون لديون تراكمت حتى بلغت نحو 300 ألف ريال، فيما يبلغ إيجار بيتهم المتواضع 18 ألف ريال دون وجود عائل أو مساعدات من جهات خيرية، أما والدته الكبيرة في السن التي أرهقها العجز ومرض الضغط والربو فهي التي تقوم بدور الممرضة وتركب أجهزة الغسيل لفلذة كبدها يوميا. حالة رائد الصحية ليست بخير بحسب قوله: «أصبت بالفشل الكلوي قبل خمسة أشهر وأقوم بالغسيل من الساعة 12 ليلا إلى قرابة 8 صباحا، حيث تساعدني والدتي في ذلك، على الرغم من أن صحتها لا تساعدها على ذلك وهي مصابة بالربو والضغط ولكنها تحاول السيطرة على نفسها لتقوم بخدمتي خصوصا أن أشقائي أصغر مني ولا يعرفون كيفية عمل جهاز الغسيل». ويضيف: «أطلب مساعدتي من أهل الخير بالزراعة، ومساعدة والدتي بعلاجها ووالدي بفك أسره، حيث إنه مسجون وقد استدان المبلغ الذي أدخله السجن لعلاج والدته التي توفيت لاحقا، حيث إن عدد أفراد أسرتي سبعة أشخاص، الأبناء منهم أربعة أولاد وبنت واحدة، وأنا أكبر أشقائي، ولا نملك سيارة ولا تأتينا أي مساعدة من أي جهة خيرية، حيث تقدمنا لأكثر من جهة ولكن لا نعلم ما حلّ بطلبنا». وعن حالته مع الغسيل: «من شروط الغسيل أن يكون هناك تعقيم في الأجهزة والغرفة المراد الغسيل بها، وصادف في أحد الأيام أن والدتي لم تعقم الأجهزة بالتعقيم المناسب وأصبت بجرثومة نقلت على أثرها إلى المستشفى ونومت أربعة أيام، ومنذ ذلك الوقت أحرص على تعقيم المكان والأجهزة بالطريقة المناسبة قبل البدء في الغسيل، وكذلك التخلص منها مباشرة بعد الاستعمال الواحد، وأتقدم بالشكر لوزارة الصحة ومستشفى قوى الأمن على صرف الأدوية وجهاز الغسيل بالمجان لعدم استطاعتي على تكاليفه الباهظة».