موسكو - رويترز - قالت روسيا اليوم الأربعاء إنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في الأممالمتحدة بشأن سورية ترى أنه غير مقبول بعد أن طالبت باتخاذ أي إجراء يكون من شأنه استبعاد التدخل العسكري. وأسفرت أعمال العنف في سورية عن مقتل خمسة آلاف شخص على الأقل في الأشهر العشرة الماضية ويقول نشطاء إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد كثفت العمليات هذا الأسبوع ضد معاقل المعارضة في ريف دمشق ومدينتي حماة وحمص ومحافظتي درعا وإدلب الحدوديتين. وحثّت دول عربية وغربية مجلس الامن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء على اتخاذ إجراء سريع بشأن قرار يدعو الأسد إلى تسليم سلطاته إلى نائبه بهدف نزع فتيل الاضطرابات المستمرة منذ 11 شهرا ضد حكم عائلة الأسد. لكن فيتالي تشوركين مبعوث روسيا للأمم المتحدة قال للصحفيين في موسكو من خلال مؤتمر عن طريق الفيديو من نيويورك "إذا لم يكن القرار مقبولا لنا سنصوت ضده بالطبع." وأضاف "إذا كان (القرار) نصا خاطئا سيؤدي إلى تدهور للأزمة فإننا لن نسمح بإقراره. لا لبس في ذلك." وجاءت تصريحات تشوركين بعد ساعات من تصريح فلاديمير تشيجوف مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي بأنه لا مجال لقبول مشروع القرار الذي أعدته دول غربية وعربية ما لم ينص صراحة على رفض التدخل المسلح. وقاومت روسيا والصين وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي لهما حق النقض مسعى دول غربية لإصدار قرار يدين الحكومة السورية بسبب قمع الاحتجاجات. ورغم التصريحات الروسية قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن "نافذة أمل" فتحت. وقال للبرلمان في باريس "سنعمل بدأب في الأيام القليلة القادمة سعيا للتوصل إلى قرار سيسمح لجامعة الدول العربية بالمضي قدما في أن تجد حلا." وتقول موسكو إن الغرب استغل العبارات الفضفاضة في قرار ليبيا الذي صدر في مارس (اذار) عام 2011 لتحويل التفويض من حماية المدنيين إلى حملة لتغيير النظام أدت إلى الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. بالإضافة إلى ذلك أبدت روسيا قلقها من أن التهديد الحالي الذي ورد بمشروع القرار باتخاذ "إجراءات أخرى" في حالة إخفاق سورية في تنفيذ القرار من الممكن أن يؤدي إلى عقوبات وهو ما تعارضه. وحاول الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء القطري الذي قاد الجهود في الجامعة العربية للتعامل مع الأزمة السورية تبديد مخاوف موسكووبكين قائلا إن الجامعة تحاول تجنب وجود دور أجنبي على غرار ما حدث في ليبيا. وأضاف أنهم لا يدعون للتدخل الأجنبي بل إلى ممارسة ضغوط اقتصادية ملموسة حتى يدرك النظام السوري أن عليه تلبية مطالب الشعب. وقال امام مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا إن "آلة القتل" السورية لا تزال تعمل بلا هوادة. وقالت جماعة نشطاء إن القوات السورية قتلت ثمانية أشخاص في مدينة حمص بوسط البلاد وإن 15 جنديا في القوات السورية قتلوا في اشتباك مع وحدة منشقة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن العميد راجح محمود قتل هو وثلاثة جنود على مشارف دمشق اليوم الأربعاء. وقال متمردون سوريون إن قوات الأسد وسعت حملة عسكرية الليلة الماضية لاحتواء تهديد المسلحين الذين وصلوا إلى أبواب دمشق وأرسلت مدرعات إلى الضواحي الشرقية والشمالية التي استعادتها قوات الأسد هذا الأسبوع. وقالت جماعة نشطاء إن 25 شخصا على الأقل قتلوا في هذه الحملة. وذكر نشطاء أنه في منطقة وادي بردى على مشارف العاصمة قتل أربعة في قصف للدبابات اليوم استهدف طرد وحدات الجيش السوري الحر التي تنشط قرب العاصمة. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء إن القوات قتلت 11 شخصا من "مجموعة إرهابية مسلحة" خارج مدينة درعا في جنوب البلاد وإن القوات الحكومية اكتشفت مصانع قنابل ومستشفيات ميدانية في غارة استهدفت الخلايا المسلحة في اربين وسقبا وهما ضاحيتان على مشارف دمشق ظهرت بها قوات معارضة مؤخرا. ولم يتسن على الفور التحقق من هذه التقارير. وطالب نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مجلس الامن باتخاذ إجراء سريع وحاسم من خلال الموافقة على مشروع القرار. كما طلب من مجلس الامن عدم التخلي عن الشعب السوري في محنته. وأيدت الولاياتالمتحدة بشدة مطلب الجامعة العربية وقطر باتخاذ إجراء "سريع وحاسم" لكن الصين كررت تحفظاتها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لي باو دونغ مبعوث بكين للأمم المتحدة قوله لمجلس الأمن "تعارض الصين بحزم استخدام القوة لحل المشكلة السورية كما تعارض بشدة الدفع نحو تغيير للنظام بالقوة في سوريا لأنه ينتهك ميثاق الاممالمتحدة والاعراف الاساسية التي تنظم ممارسة العلاقات الدولية." ورفض بشار جعفري السفير السوري في الأممالمتحدة التلميح إلى أن حكومته مسؤولة عن الأزمة واتهم قوى غربية بأنها تحلم بعودة الاستعمار والهيمنة في الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن سياسة العزل والسعي لتغيير النظام ربما تؤدي لمزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط. وقال "المهووسون بالإطاحة بأنظمة في المنطقة يجب أن يفكروا حقا في الصورة الأكبر. وأخشى أنه إذا استمرت هذه الرغبة القوية في تغيير الأنظمة أن نشهد وضعا بالغ السوء.. أكبر بكثير من مجرد سورية أو ليبيا أو مصر أو أي بلد آخر بمفرده."