اجتمع الرئيس المصري حسني مبارك الإثنين في مقر رئاسة الجمهورية بنائبه عمر سليمان ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور والمستشار سري صيام رئيس محكمة النقض». ويحاول الرئيس الذي يرفض مطالب بالتنحي قبل انتخابات سبتمبر التركيز على اعادة النظام. لكن المحتجين المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة تعهدوا بالبقاء الى أن يتنحى الرئيس ويأملون أن تنطلق حملتهم الى الشوارع اليوم والجمعة المقبل، في الوقت الذي لم تتقدم فيه المحادثات بين نائب الرئيس المصري واحزاب المعارضة. وحاول الجيش في وقت مبكر الاثنين رغبة منه في تسيير حركة المرور بميدان التحرير أن يقلل من مساحة الاعتصام. وهرع المتظاهرون خارج خيامهم لتطويق الجنود الذين يحاولون ضغطهم في مساحة أقل. ونتيجة للتوجس من هذه المحاولات التي يقوم بها الجيش نام عشرات المحتجين داخل سيور عربات الجيش. وقال محمد شلبي وهو من المحتجين الجيش بدأ يتململ وكذلك المحتجون. يريد الجيش تضييق مساحة الاعتصام في وسط الميدان لاعادة الحركة المرورية لطبيعتها مرة أخرى. غير ان الكثير من المصريين ومنهم من شارك في المظاهرات التي عمت البلاد في الاسبوع الماضي احتجاجا يرغبون بشدة في عودة الحياة الى طبيعتها ويشعرون بالقلق ازاء أثر الازمة على الاستقرار والاقتصاد.
حواجز بشرية ومنع المعتصمون في ميدان التحرير الموظفين من الوصول الاثنين الى اهم مجمع للدوائر الحكومية في القاهرة يقع في الميدان نفسه وشكلوا حواجز بشرية منعت ايا كان من دخوله. وافاد مراسل فرانس برس ان المتظاهرين خرجوا من ميدان التحرير واقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي مانعين الموظفين من الدخول اليه. وحاول ضابط كبير ثني المعتصمين عن خطوتهم، الا انه لم ينجح في ذلك، واصر المعتصمون على الوقوف بين مدخل المجمع الخلفي وبين عناصر الجيش لمنع اي كان من الدخول. النوم حول الدبابات من جهة ثانية لا يزال المعتصمون يفترشون الأرض حول الدبابات المنتشرة بين ميدان التحرير وميدان عبدالمنعم رياض قرب المتحف، لمنع الجيش من القيام بخطوتين يخشيانهما: اما التقدم باتجاه الميدان وبالتالي فتح قسم منه على الاقل امام حركة المرور، او تقدم الجيش باتجاه ميدان عبدالمنعم رياض لازالة العوائق التي اقامها المعتصمون لمنع انصار الرئيس حسني مبارك من التقدم باتجاه الميدان. العريش وفي العريش تواصلت التظاهرات لليوم الرابع عشر على التوالي حيث بدأ توافد المواطنين في سيناء منذ الصباح الباكر على ميدان الحرية وساحة المسجد الرفاعي للمشاركة في التظاهرات اليومية ودعت قوى المعارضة في سيناء إلى هذه التظاهرات وشكلت لجنة شعبية أطلقت عليها اسم «لجنة حماية الثورة» اجتمعت مساء الأحد لوضع تفاصيل إدارة التظاهرات في سيناء. وقررت اللجنة إقامة خيمة كبيرة لأعضائها ولمن يريد الاعتصام في ميدان مسجد الرفاعي والذي تم تغيير اسمه إلى ميدان الحرية وقامت بتعيين 27 عضوا لإدارة وتصريف والإشراف على أعمال اللجنة وتم الاتفاق على مواصلة التظاهرات يوميا في النهار والاجتماع ليلا لمناقشة المستجدات. وأكدت اللجنة أن أهدافها تتمثل في رحيل الرئيس وإقامة حكومة وحدة وطنية وتنفيذ المطالب الخاصة بسيناء وأهمها الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإسقاط الأحكام الغيابية ومعاملة أهالى سيناء كمواطنين من الدرجة الأولى وتعيين أبنائهم في المناصب القيادية وكذلك قبول الطلاب منهم في الكليات العسكرية والشرطة والهيئات القضائية مع التأكيد على تعمير سيناء وخاصة وسط سيناء. لا حلول وسط ويرفض ناشطو المعارضة اي حلول وسط تتضمن تسليم مبارك السلطة لسليمان على ان يكمل ولايته معتمدا على نظام عتيق في تمهيد الطريق نحو ديمقراطية مدنية كاملة مع حفظ صورته. بينما قال جمال سلطان رئيس تحرير صحيفة المصريون ان المحتجين لن يرحلوا حتى يستجاب لمطالبهم. وقال ان المشكلة ان تردد النظام في اتخاذ خطوات جادة سيؤدي الى تعقيدات والى زيادة المظاهرات الشعبية وربما الى اجبار الجيش على التدخل.