أكد الباحث د.سمير الضامر أن التراث الثقافي في خطر، وبات على المؤسسات الرسمية والتطوعية والمجتمع المدني أن يساهم في التبليغ عن أي أثر قديم من أجل المحافظة عليه، وتوثيقه في منظومة الثقافة العالمية «اليونسكو»، مشيراً إلى أن الهوية الإنسانية في خطر، وهي في طريقها للزوال، وأن التكنولوجيا الرقمية مهما ساعدت في تسهيل الحياة، إلا أنها تساهم في تفريغ الإنسان من إنسانيته، وتجعله سلعة من السلع، وإعلاناً من الإعلانات. وقال الضامر في ندوة «الفنون الشعبية والتنمية الثقافية» في منتدى الثلاثاء الثقافي، التي أدارها الإعلامي حبيب محمود: إنه ليس ضد التحولات الاجتماعية، أو التطور والحداثة والرفاهية، وتساءل عن وجود فنون شعبية لدينا، وتوثيقها وإمكانية الاطلاع عليها من قبل الجمهور، وهل تم الاحتفاء وتكريم أصحاب الفنون الشعبية، الذين حافظوا عليها من الاندثار، لافتاً إلى الحاجة للاطلاع على «الفنون الشعبية» في مظانها الأصلية، والحاجة لتوثيقها، وإعادة إنتاجها وصياغتها في عدد من الأشكال والطرق الإبداعية المختلفة، وأنه مشروع كبير يحتاج لجهود ومساهمة أبناء وبنات الوطن. وعن كتابه «البشتخته»، قال الضامر: من خلال دراسات ومقاربات على الفنون والأغاني الشعبية ومقارنتها مع الفنون والأغاني الحديثة، وجدتُ فرقاً كبيراً في النظامين، النظام الشعبي والنظام الحديث، فكلاهما يقدم تنمية، ولكن نتائج التنمية على المدى البعيد غير متحققة في الفنون الحديثة، فهي فنون استهلاكية وقتية، ترتجي الربح المادي السريع، وتخترق الذوق العام بابتكارات في صناعة الصورة التي تجرح المشاعر وتفسد الذوق. وأوضح الضامر عن الحاجة لتفعيل الفنون في المشهدين الثقافي والاجتماعي، وذلك من خلال منح تصاريح سهلة ميسرة لإنشاء فرق للفنون الشعبية، ودعم تلك الفرق وتيسير مشاركاتها في المهرجانات الداخلية والخارجية، وإعادة الاعتبار للنهام والراوي والمطرب الشعبي، ومنحهم منصات لمقابلة الجمهور في المجمعات التجارية والمهرجانات السياحية، وتأهيل رواة وراويات للحكايات الشعبية وتسهيل مشاركاتهم في مدارس التعليم العام لإثراء الطلاب والطالبات، وعمل مسابقات ودورات لفنون الإيقاعات الشعبية وإبراز المتميزين لإظهار الهوية الشعبية للفنون الإيقاعية الوطنية.