نظم "المنتدى الثقافي" في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول من أمس أمسية بعنوان "تأثير الأغنية أيام زمان على صياغة ذوق المجتمع الخليجي" شارك فيها الشاعر البحريني علي الشرقاوي والدكتور سمير الضامر، ومشرف الموسيقى بالجمعية سلمان جهام، وأدارها الإعلامي هاني الحجي. بدأت بحديث ل"الشرقاوي" عن الأغنية أكد فيها أنها "قادرة على التأثير على الفرد من خلال الكلمات التي يسمعها ويرددها مع المغني، فتعود إليه الحيوية بعد أن فقدها بسبب ظرف ما". وأضاف "في فترة الخمسينات لم يصل الناس إلى جرأة إرسال الرسائل الغرامية، لذلك كانوا يستخدمون الأغنية لإيصال رسائل الحب"، مؤكدا أن "المدارس والأغاني والأفلام كلها كانت مواد لتغيير نظرة الفتاة والشاب إلى الحياة التي يحلمون بها". أما الجهام فتحدث عن تأثير "الأغنية الوطنية" من حقبة الثلاثينيات والأربعينيات إلى 1973، قائلا: إنها لعبت دورا مهما في تشكيل ذوق الشارع العربي والخليجي خاصة، حيث كانت بعضها واقعية والأكثر تميل للخيال والتجييش العاطفي، لذلك اختلفت الأغاني المطروحة ما قبل عام 67 عما بعدها. بدوره تحدث الدكتور سمير الضامر عن المراحل التي تشكلت بها الأغنية الخليجية مفصلا: مرحلة المؤسسة الثقافية، تشكل الدولة وتوظيف الأغنية الشعبية، ومرحلة الانفتاح والتجريب". وأضاف: منذ استقلال دول الخليج كانت هناك ومضة شملت التعليم والفنون، فالكويت والبحرين حاولتا توثيق الفنون القديمة وهي سمة ممتازة، ومعها بدأت نشأة الإذاعة والفرق الموسيقية واستقطاب الموسيقيين لها، ومنه تم توظيف التراث لتنطلق الأغنية لتوجيه ذائقة الشباب ولتكون أيضا أغنية معاصرة، مؤكدا "أن الرقيب الإعلامي كان موجودا، مع إنشاء الوزارات، وكان أشبه ب"الخنّاق" فدوره سلطوي، حيث كانت لا تخرج الأغنية للعلن إلا بمعايير ذات ذوق فني وتراعي العرف الاجتماعي. ويؤكد الضامر أن "الجامعات أصبحت الآن، طاردة للفنون حيث كانت تقام الحفلات في المدارس والجامعات. واستشهد الضامر بحفلة أقيمت 1975م، للفنانين إبراهيم حبيب وعبادي الجوهر، في كلية البترول في الظهران "جامعة البترول والمعادن حاليا". ويرى الضامر أنه منذ 1400 إلى الآن ظهر عدد هائل من الأحداث السياسية والاجتماعية، لم تدع للذائقة سوى التصنيف والخوف من الأغنية.