انتقد باحث سعودي من سماهم ب"النخب المؤدلجة" لرفضهم مقاربات الفلكلور بحثا ودراسة. وأكد المتخصص في التراث والفنون الشعبية والدراسات النقدية الدكتور سمير الضامر، تعرض سمعته ل"التشويه" من آخرين، بسبب ترجمته لمطربين شعبيين في كتابه الصادر أخيرا "البشتختة". وأوضح الضامر ل"الوطن" أمس، أنه تعرض مع ظهور الكتاب لبعض الأوصاف والكلمات المزعجة من البعض، من بينها "إنه خبيث" و"يعمل لأجندات خارجية". وأشار إلى أن من أطلقوا هذا العبارات غير متفهمين لماهية البحث في الدراسات الثقافية، خصوصا الفلكلور، إذ إن الفلكلور يهتم بشريحة المهمشين وطبقة العامة من الناس، بينما النخب والطبقات الثقافية المؤدلجة لا تكترث بهذه المفاهيم، بل لا تستسيغ هذا النوع من البحوث، لأنه يكشفهم من الجانب الإنساني، فالفلكلور هو موضوع الإنسان البسيط والعامي، أما المؤدلج فهو يحمي أفكاره الحزبية التي ليست لها اعتبارات إنسانية. بيد أن الضامر ذكر أن الكتاب رغم محاربة الحزبيين له -على حد قوله- حظي بالتشجيع والمباركة، وأضاف: تلقي الكتاب كان إيجابيا بشكل كبير على المستوى الشعبي، خصوصا كبار السن الذين أقابلهم فيحضنونني ويقبلون رأسي ويشكرونني على هذا "الكتاب"، وأيضا هناك عدد كبير من الشباب الواعي الذين يشجعون ويباركون، إضافة إلى تكريم فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، والتكريم الخاص من الفنان: مطلق دخيل، والرسائل والمكالمات الهاتفية التي تصلني يوميا من أنحاء المملكة ودول الخليج وبعض الدول العربية للمشاركة في مشاريع بحثية في الفلكلور. وأوضح الضامر أن كتابه "البشتختة"، ترجم لعدد من مطربي جيل التأسيس في الأغنية الحساوية والخليجية، وتفرعت فصول الكتاب لتشمل: الفنون والإيقاعات، والشعر الغنائي، والمطربين، والرواة، وشركات الأسطوانات، لافتا إلى أن هذا الكتاب هو الأول في مجال توثيق الفنون الشعبية الحساوية، ورصدها في سياق الثقافة الشفاهية. محفزات الكتاب وعن قصة الكتاب قال الضامر: جمعت مادة الكتاب من الميدان الاجتماعي والزيارات الخاصة للفرق الشعبية والمهتمين بالفنون، وهو مزود بالصور والوثائق النادرة. وأشاد بدعم أقاربه وأصدقائه لإصدار الكتاب، لافتا إلى أنهم يتمتعون بوعي إنساني وتقدير للبحوث والدراسات الشعبية، ويرون أن الإصدار هو كتاب وطني، وليس كتابا شخصيا، وكان تشجيعهم له من أهم المحفزات، مؤكدا أن الكتاب لم يحتو على أي معلومة ندم على تدوينها بعد صدوره، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من المطربين الشعبيين في الأحساء نالوا شهرة واسعة في أنحاء المملكة والخليج العربي، غناء وتلحينا، منهم: مطلق دخيل، وعبدالله بوخوه، وعبداللطيف البريكان، وأحمد البارو، وعيسى الأحسائي، وطاهر الأحسائي، وعبدالرحمن الحمد، ومحروس الهاجري، ورابح صقر، وناصر الصالح، وإبراهيم الدخيل، وغيرهم، موضحا أنه ترجم لمطربين ولشعراء ولرواة، ولأبطال شعبيين، وروى قصصا وحكايات شعبية، وهناك كثير ممن لم يذكرهم الكتاب، لأن منهجه البحثي والعلمي كان يتركز على جيل التأسيس، خصوصا البحث في الأصول الثقافية للفنون الإنسانية. ملمح • "البشتخته"، يؤصل للفنون الشعبية في منطقة الأحساء في الفترة الواقعة بين (1880-1980)، • يتكون من 400 صفحة ليرصد مسيرة قرن كامل من تاريخ الفنون الشعبية. • جهاز البيك اب القديم يسمى في الخليج العربي "البشتخته".