قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، انه مع توقع تزايد المواجهات العسكرية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا في الأجواء السورية، فان واشنطن تعتمد على دعم حلفائها الأوروبيين وفي مقدمتهم فرنسا وبريطانيا، لكن المساعدة من حليف اقليمي رئيسي وهو «تركيا» ستكون أقل بالتأكيد، على الرغم من موقع تركيا على الحدود الشماليةلسوريا ومعارضتها لنظام بشار الأسد. وترصد الجارديان علاقات تركيا مع حليفتها واشنطن منذ عام 2003، قائلة إن هناك اصداء بدأت منذ ذلك العام لابتعاد تركيا عن الولاياتالمتحدة عندما رفضت دعم غزو العراق، مما جعل القادة في واشنطن يتساءلون بشكل متزايد، في أي جانب تقف تركيا؟ بينما كانت الأخيرة تبني علاقات أوثق مع روسيا. ولمواجهة القيود التي فرضتها تركيا على المهام القتالية التي تنفذها المقاتلات الأمريكية انطلاقا من قاعدة انجرليك القريبة من الحدود السورية، فقد سحبت واشنطن في يناير الماضى سربًا من طائرات وارتهوج المقاتلة من طراز ايه 10 وأعادت نشرها في أفغانستان، ولم يبق في قاعدة انجرليك سوى طائرات التزود بالوقود. وفي العام الماضي تم نقل المقاتلات الألمانية التي كانت تشارك نظيرتها الأمريكية في تنفيذ هجمات على عناصر داعش في سورياوالعراق إلى الاردن. وازداد التوتر الأمريكي التركي بعد محاولة الانقلاب الفاشل في انقرة عام 2016. وتدعم واشنطن القوات الكردية المعارضة للأسد، بينما تعتبر تركيا هذه القوات إرهابية، وقامت بغزو مدينة عفرين في شمال غرب سوريا. وقال باكير بوزداج المتحدث باسم الحكومة التركية: إن نظام الأسد مذنب ويقوم بأعمال بربرية ويرتكب جرائم ضد الإنسانية. لكن أنقرة غيرت نغمة كلامها بعد مكالمة من بوتين. وتقول الصحيفة: إن التعاون الروسي التركي حديث نسبيًا لكن بعض النقاد يعتقدون انه «خنوع»، وقد تصدعت العلاقات بين موسكو وانقرة عندما اسقطت الدفاعات التركية مقاتلة روسية بحجة انتهاك مجالها الجوي، وردت روسيا بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا. ولكن سرعان ما حدث تقارب بين البلدين غذته المصالح المشتركة وخاصة في سوريا، وهو ما أثارحفيظة حلف الناتو والاتحاد الأوروبى. فكل من اردوغان وبوتين يريدان تشكيل أية تسوية تعقب بعد الحرب لصالحهما، ولتحقيق هذه الغاية، اطلقا مع إيران ما يسمى عملية السلام في أستانا، التي تنافس المحادثات التي تشرف عليها الأممالمتحدة. وتحدث بوتين شخصيًا مع اردوغان بعد محاولة الانقلاب وأكد له دعم موسكو الكامل، وكانت تلك لحظة مهمة لاثنين من الحكام المستبدين الذين يخشون شعوبهم، ومنذ ذلك الحين والتعاون الثنائى يسير في كل هذه المجالات، ووصل لمستوى غير مسبوق حسب قول معهد الدراسات الدولي. ويتشارك اردوغان وبوتين هدفًا آخر، هو كبح نفوذ الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، بحسب الجارديان، وبالنسبة لروسيا فإن مغازلة تركيا تجلب منافع اضافية، في زرع الخلافات داخل حلف الأطلسي، وتحد من الخيارات العسكرية الأمريكية في سوريا، كما هي الحال الآن.