مرة أخرى، أؤكد أنه لا مبررات "حقيقية" لأزمة السكن في المملكة، وليس هناك أعذار مقبولة لاستمرار فصول تلك الأزمة، في بلد هو الأكبر مساحةً في الوطن العربي، والأقوى اقتصادياً في منطقة الشرق الأوسط، وينعم بولاة أمر حريصين على رفاهية المواطن وتوفير احتياجاته، وهنا علينا الاعتراف بأن هناك خطأً ما، يحول بيننا وبين الحل، ولابد من حله، قبل استفحال الأزمة، لتصبح قضية أمن وطني، لها تبعاتها السلبية. بالأمس البعيد، فجأت البنوك السعودية الجميع، بأرباح قياسية، عندما ربحت ما يفوق 25 مليار ريال في عام 2011، بزيادة قدرها 17بالمائة عن أرباح2010، الأمر الذي يجعلنا نسأل عن دور بعض هذه البنوك من خدمة المجتمع، ولماذا تقلص برامجها التمويلية في القطاع العقاري، والغريب أن بعض البنوك تناسى أن العالم يمر بأزمات اقتصادية طاحنة، اهتزت معها أكبر اقتصادات العالم، وترنحت يميناً ويساراً، وكأنها تتأهب للسقوط المر، وأفلست بنوك، بيد أن فاجأت البنوك السعودية الجميع، بأرباح قياسية، عندما ربحت ما يفوق 25 مليار ريال في عام 2011، بزيادة قدرها 17بالمائة عن أرباح2010، الأمر الذي يجعلنا نسأل عن دور بعض هذه البنوك من خدمة المجتمع، ولماذا تقلص برامجها التمويلية في القطاع العقاري. قوة الاقتصاد السعودي، انعكست على أرباح البنوك، في ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل، وكان يفترض أن ترد هذه البنوك جزءاً من الجميل للمملكة وشعبها، لا أقول بعطايا ومنح لا ترد، وإنما ببرامج تمويلية للمواطنين والعقاريين، ترضيهم وتشجعهم على الانطلاق في مشاريع عقارية كبرى، فهذا واجب وطني واجتماعي، يجب على البنوك القيام به من تلقاء نفسها، دون دعوة من أحد، خاصة إذا كان في الأمر أرباح ضخمة، تعزز من قوتها الاقتصادية، وأعتقد أن البنك الذي يبادر في تمويل مشاريع السكن ببرامج مميزة ومشجعة الآن، سيكون له السبق والريادة في حجز النصيب الأكبر من كعكة العقار، الذي أعتقد أنه سيكون العامل رقم واحد في أرباح البنوك السعودية، اعتباراً من العام الجاري، ولا أرى في عدم إقرار نظام الرهن العقاري عذراً في عدم ابتكار البنوك لبرامج تمويلية معتدلة، تضمن بها حقوقها، وتعين العقاريين والمواطنين على بناء مشاريعهم، أضف إلى هذا وذاك أن التاريخ سيذكر البنوك صاحبة المبادرات السكنية بألف خير، بينما سيلفظ تلك التي رأت ألا تكون صاحبة مبادرات، ولعلي أتوسم الخير في البنوك السعودية كافة، وأعتقد أنها ستكون أكثر ذكاءً وحكمة، وتعيد كتابة تاريخ المصارف السعودية، بشكل أكثر حباً وولاءً للوطن، وأكثر نفعاً للمواطن. [email protected]