كشأن جميع شركات الأسمنت في المملكة، تأثرت شركة أسمنت اليمامة بالتراجع الكبير في حجم المشاريع الحكومية والخاصة والتي نالت بشكل قوي من الدخل التشغيلي للشركات، ويتضح ذلك من خلال الحركة السعرية. ووفقا للتحليل الفني لوحدة الأسهم ب«اليوم»، فإن سهم اسمنت اليمامة لامس مستوى 74 ريالا في مايو من العام 2004، ثم بدأ مسارا هابطا متخما بسيولة بيعية دفعت الأسعار للوصول إلى قاع 15.50 ريال في أكتوبر من العام 2016، وهذا التراجع اللافت مبرر بسبب تراجع أحجام المبيعات، والتي دفعت أرباح الشركة إلى الهبوط بشكل أثر على توزيعاتها النقدية. ولا شك أن المبيعات لم تتحسن حتى الآن بصورة مرضية، بدليل أن سعر سهم اسمنت اليمامة بات يتداول بين مستويي 15 ريالا و18 ريالا منذ منتصف العام الماضي وحتى الآن، والتعويل حقيقة على تحسن الأسعار مرتبط في وجهة نظرنا بتراجع أسعار العقارات والذي سيدفع سوق الإنشاءات إلى الانتعاش بالإضافة إلى المشاريع الحكومية الكبيرة والتي تم الكشف عنها والتي أتت ضمن سياق رؤية المملكة 2030. فنيا لا بد من البقاء فوق مستوى 15.50 ريال ثم الصعود لما فوق قمة 18 ريالا حتى تبدأ الرؤية الإيجابية بالوضوح، وأن يتزامن ذلك مع سيولة متداولة تتجاوز المعدل الحالي والذي لم يتخط حاجز ثمانية ملايين ريال، عندها يمكن القول إن الحركة السعرية ستتجه نحو مقاومة 23.75 ريال وبعدها إلى مقاومة 30 ريالا. ومن المتوقع أن يتزامن هذا السيناريو التفاؤلي مع تراجع أسعار العقارات خصوصا في ظل الضغط الواضح الذي يعيشه السوق العقاري. من جهة أخرى، فإن كسر دعم 15.50 ريال - والذي لا نتوقعه - سلبي جدا على السهم وقد يعصف به حتى مناطق عشرة ريالات، وهذا قد يوحي بأن هناك مشكلة حقيقية داخل الشركة أثرت على السعر، لكن لا وجود حتى الآن لأي بوادر فنية أو مالية تشير إلى هذا السيناريو السلبي.