استشهد 10 فلسطينيين وأصيب أكثر من 500 آخرين، الجمعة، في مواجهات قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، في «مسيرة العودة»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي الحدود ومحيط حاجز بيت أيل منطقتين عسكريتين مغلقتين. وتدفقت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى المنطقة الحدودية بين غزة مع إسرائيل، لإحياء «يوم الأرض»، مع استخدام جيش الاحتلال طائرات مسيرة عن بعد للمرة الأولى لإلقاء قنابل الغاز على المتظاهرين على الحدود. تمركز الاحتلال وعلى الجانب الآخر من الحدود، وضعت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية، وأطلقوا النار باتجاه متظاهرين فلسطينيين، قرب حي الشجاعية شرقي القطاع المحاصر، واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ومسعفون أمس استشهاد 9 فلسطينيين برصاص حي، أطلقته قوات من جيش الاحتلال متمركزة خلف السياج الفاصل على أطراف شرق القطاع، فيما استشهد في وقت سابق الجمعة مزارع فلسطيني في قصف مدفعي للاحتلال شرق خان يونس جنوب القطاع. وبدأ الفلسطينيون الجمعة احتجاجات «مسيرة العودة» التي نصبوا في إطارها مئات الخيام، قرب الحدود بين القطاع وإسرائيل. ويتزامن بدء هذه الاحتجاجات التي ستستمر 6 أسابيع بحسب المنظمين لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 مايو المقبل، مع «يوم الأرض» تخليدا لذكرى استشهاد 6 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية، في 30 مارس 1976 في مواجهات ضد مصادرة أراض. تدفق العشرات وبحسب مراسلو «فرانس برس»، ما زال عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتدفقون إلى مراكز ومخيمات أعدت مسبقا قرب الحدود، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين. وعلى الجانب الآخر من الحدود وضعت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. ونصب الفلسطينيون مئات الخيام على بعد مئات الأمتار عن الحدود بين غزة وإسرائيل. وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة. وتواجد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت الجمعة على الحدود مع غزة، الذي حذر الأربعاء من أن الجنود الإسرائيليين سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا. صلاة الجمعة في غضون ذلك، أدى عشرات الآلاف من فلسطينيي القدس والداخل الفلسطيني صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة في مدينة القدس. وبحسب وكالة «وفا»، بدأ المقدسيون بالوصول إلى «الأقصى» قبل صلاة الفجر، في حين انضم عشرات الآلاف إليهم من مختلف أحياء وبلدات القدس، استجابة لنداء وإعلان القوى الوطنية والإسلامية، في بيانات لها الخميس، شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وإغلاق كافة المساجد والتركيز على صلاة الجمعة فيه، عقب سلسلة من التطورات لاستهدافه، آخرها إلصاق إعلانات عنصرية على أحد أبوابه تطالب فيه أهل القدس والأوقاف الاسلامية بإخلائه أمس الجمعة لصالح اليهود؛ بهدف تقديم قرابين الفصح العبري في الأقصى المبارك. من جانبه، حول الاحتلال المدينة إلى ثكنة عسكرية تطغى فيها الإجراءات الأمنية المشددة، التي شملت تسيير دوريات شرطية وعسكرية في شوارع القدس، وتسيير دوريات أخرى وبشكل مكثف في شوارع وأسواق وطرقات البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد، ونصب متاريس حديدية على أبواب القدس القديمة والمسجد الأقصى لتفتيش المقدسيين.