تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- اتصالاً هاتفيًّا أمس من الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، جرى خلاله بحث آخر التطورات حيال التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك، فيما اندلعت المواجهات ظهر أمس الجمعة في محيط البلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى المبارك، وأطلق الجنود قنابل الغاز والصوت باتجاه المصلين خلال تأديتهم الصلاة، وأدى مئات المصلين صلاة أمس الجمعة على أبواب المسجد الأقصى المبارك بعد أن منعهم جيش الاحتلال الاسرائيلي من الدخول إلى المسجد الأقصى؛ بسبب التشديدات الأمنية. كما أندلعت المواجهات أيضا في شارع السلطان سليمان بالقرب من محطة الباصات في البلدة القديمة من القدس، ودعا مجلس الامن الدولي إلى الهدوء والحفاظ على الوضع التاريخي في المسجد الأقصى. إغلاق القدس وحوّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس الى ثكنة عسكرية، بعد نشرها خمسة آلاف من جيشها وشرطتها في شوارع المدينة والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى، ومنعت الشباب الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من الصلاة في المسجد الاقصى المبارك. وانتشرت قوات الاحتلال من أفراد الوحدات الخاصة والخيالة و"حرس الحدود" والشرطة والمخابرات ووحدة المستعربين وسيارات المياه العادمة في شوارع القدس القريبة من المسجد الأقصى، كما نشرت قواتها الراجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة، ووضعت سواترها الحديدية على أبواب المسجد الأقصى. وأغلقت قوات الاحتلال، أمس، مدينة القدس بالكامل لمن هم من خارجها، وفرضت طوقا وحصارا مشددا على البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، بعد إعلان يوم أمس الجمعة جمعة غضب للأقصى في القدس والضفة وقطاع غزة؛ نصرة للأقصى ورفضا لإجراءات الاحتلال الساعية إلى تقسيمه. ومنذ صباح أمس اندلعت مناوشات بين المصلين وقوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة خلف أسوار الأقصى ومحيط البلدة القديمة، قرب باب العامود وباب السلسلة وباب المجلس. وأغلق جيش الاحتلال بالسواتر والحواجز المتنقلة البلدة القديمة بالكامل أمام المركبات. مواجهات قلنديا وفي سياق ذي صلة، أصيب 3 فلسطينيين خلال مواجهات عنيفة، التي اندلعت ظهر امس الجمعة، بالقرب من حاجز قلنديا العسكري، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وأصيب شاب بعيار من نوع توتو، في حين أصيب اثنين آخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ونقل ثلاثتهم إلى مستشفى رام الله الحكومي، فيما أصيب عشرات آخرون بالاختناق؛ جراء إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة نحو المواطنين. وكانت مسيرة انطلقت من داخل مخيم قلنديا للاجئين شمال القدسالمحتلة، عقب أداء صلاة الجمعة، وتوجهت نحو حاجز قلنديا العسكري، حيث أمطرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بقنابل الغاز والصوت قبل أن تقترب المسيرة من الحاجز. وأمطر الشبان قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني ورصاص التوتو وقنابل الصوت والغاز بكثافة نحو الشبان الفلسطيني. إسرائيل فوجئت وفي السياق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن ردة فعل المرابطين في المسجد الأقصى فاجأت المستوى السياسي والأمني في تل أبيب، منوهة إلى أن الحزم الذي أبداه المرابطون أحرج مستويات الحكم في العالم بشكل قد يفضي إلى زيادة الضغوط على إسرائيل. ونقلت الإذاعة عن مصدر مسؤول في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قوله إنه لم يكن من المتوقع أن تصدر البيانات القوية من بعض العواصم العربية لو كانت ردة فعل المرابطين في المسجد الأقصى ضعيفة وثانوية. واستدرك المصدر قائلاً إنه على الرغم من ردة فعل المرابطين، فإن إسرائيل ستواصل الحرص على تمكين اليهود من التمتع بحقوقهم الدينية في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن إسرائيل ستقوم باعتقال كل من ينضوي تحت إطار "المرابطين" بصفة هذا الإطار تشكيلا غير قانوني. وكان وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون أصدر مرسوما اعتبر فيه المرابطين في المسجد الأقصى إطارا محظورا بحكم القانون العسكري الإسرائيلي. ووجه عدد من قادة اليمين هجمات عنيفة على الحركة الإسلامية في الخط الأخضر وزعيمها الشيخ رائد صلاح. وقال الجنرال آفي ديختر، الذي سبق أن شغل منصب وزير الأمن الداخلي ورئيس جهاز المخابرات الداخلية (الشاباك)، إن قادة الحركة الإسلامية يعدون "رأس الحربة" في المواجهة الدائرة في المسجد الأقصى. وكرر ديختر، النائب عن حزب الليكود الحاكم، مطالبته بإخراج الحركة الإسلامية عن دائرة القانون وحظر أنشطتها السياسية والجماهيرية. واعتبر ديختر أن مهرجانات "الأقصى في خطر" التي تنظمها الحركة تسهم في التحريض على الأمن الإسرائيلي بشكل غير مسبوق. مجلس الأمن دوليًا، دعا مجلس الأمن الدولي إلى الهدوء والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى بالقسم القديم من مدينة القدس الذي كان مسرحا لمواجهات عنيفة خلال الايام الماضية. وفي بيان بالاجماع، أعرب الأعضاء ال15 عن "قلقهم العميق حيال تصاعد التوتر في القدس". ودعوا الى "ضبط النفس والامتناع عن القيام باعمال او إلقاء خطب استفزازية والابقاء على الوضع القائم التاريخي (في المسجد) قولا وفعلا". وطالبوا ب"احترام القوانين الدولية وحقوق الانسان" وحضوا "جميع الاطراف على التعاون من اجل تهدئة التوترات وعدم التشجيع على العنف في الاماكن المقدسة بالقدس". وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو قد أكد مساء الخميس للأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بان بلاده عازمة على الالتزام "الصارم" بالوضع القائم في المسجد الاقصى. من جهته، أكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو مساء الخميس للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن إسرائيل مصممة على فرض الالتزام "الصارم" بالوضع القائم في المسجد الأقصى. مظاهرات في الأردن، شارك الآلاف أمس في مسيرات "جمعة الغضب للأقصى" في عدد من مدن المملكة منددين ب"الانتهاكات" الاسرائيلية في القدس خصوصا ضد المسجد الأقصى والمقدسات. وشارك نحو اربعة آلاف شخص في مسيرة وسط عمان نظمها حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن انطلاقا من المسجد الحسيني الكبير عقب صلاة الجمعة تحت عنوان "اغضب للأقصى، كلنا للأقصى فداء"، بحسب مصور وكالة فرانس برس. وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "بالروح بالدم نفديك يا اقصى" و"جمعة الغضب، كلنا للأقصى فداء"، اضافة الى اعلام اردنية ورايات الجماعة. وهتف هؤلاء "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"يا أقصانا لا تهتم، نحن نعشق لون الدم"، كما هتفوا "فليعد للاقصى عزه أو ترق منا الدماء". وشارك الآلاف أيضا في مسيرة مماثلة في مدينة الزرقاء (شرق عمان) حاملين لافتات كتب على بعضها "لبيك يا أقصى" و"الأقصى للمسلمين" اضافة الى "الاقصى في خطر حتى يزول الاحتلال". كما تجمع يساريون على بعد نحو 500 متر من مبنى السفارة الاسرائيلية حاملين لافتات كتب عليها "هل حماية السفارة الصهيونية أهم من حماية الأقصى؟". وشهدت السلط واربد والكرك والعقبة وقفات احتجاجية شارك بها المئات تنديدا بالاجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى.