أصبحت رؤية 2030 هي البوصلة التي من خلالها تتحرك جميع قطاعات الدولة لتحقيقها، سواء عبر تطوير شامل لمنظومة وبنية القطاعات الاقتصادية والقوانين المنظمة لها، أو بتشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات الأجنبية وعقد الشراكات والاتفاقيات العالمية؛ لنقل الخبرة والمعرفة وتوطين الصناعات محليا، وذلك كله بهدف النهوض بالاقتصاد الوطني وتحريره من الاعتماد على النفط مصدرا وحيدا. وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، أهم وأكبر اقتصاد في العالم، بعد الزيارة الناجحة التي قام بها سموه إلى كل من مصر وبريطانيا، وعقد مجموعة من الاتفاقيات؛ وذلك بهدف تعزيز الاستثمارات وفتح المجال أمام الشركات العالمية؛ لدخول السوق السعودية ضمن رؤية المملكة 2030. وأثناء الزيارة، عقد سموه شراكات مهمة تساهم في تحقيق الرؤية عبر مجموعة من الاتفاقيات تتجاوز 400 مليار دولار مع شركات وجهات أمريكية. وبالتالي فقد شملت الزيارة سبع مدن أمريكية بداية من العاصمة الأمريكيةواشنطن التي التقى فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتم خلالها مناقشة عدد من الملفات السياسية: كالوضع في اليمن والملف الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط والمستجدات في الساحة السورية ومناقشة النووي السعودي السلمي، وكذلك مبيعات الأسلحة. وكانت المواقف شبه متطابقة بين الطرفين في كثير من القضايا، مرورا بمدينة بوسطن التي تعتبر معقلا لأعرق الجامعات، ومراكز التكنولوجيا، حيث زار الأمير محمد بن سلمان جامعتي هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعقد عدة اتفاقيات تعاون معها. وجرى كذلك الالتقاء بالمديرين التنفيذيين من جنرال إلكتريك، حيث تم في العام الماضي في الرياض توقيع مذكرات تفاهم ومشاريع مهمة مع الشركة في قطاعات الطاقة، والرعاية الصحية، والنفط والغاز، والتعدين بقيمة 15 مليار دولار. كما تم كذلك في بوسطن التقاء الأمير محمد بن سلمان بمسؤولين من شركة رايثيون، حيث تم في العام الماضي كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين الشركة و«الشركة السعودية للصناعات العسكرية»، حيث تسعى المملكة لتوطين صناعتها الدفاعية. وفي نيويورك كان لسمو الأمير وقفة حيث التقى بشخصيات بارزة من «وول ستريت» وممثلي البنوك الأمريكية. وتأتي أهمية نيويورك من إمكانية طرح أسهم أرامكو في بورصة نيويورك، حيث أكدت السعودية أن الطرح سوف يتضمن البورصة المحلية، إضافة إلى بورصة أخرى أو بورصتين في الخارج وبورصة نيويورك كانت واحدة من الخيارات المطروحة. مرورا كذلك بمدينة بسياتل في ولاية واشنطن حيث شركة أمازون التي أعلنت رغبتها بشدة في الاستثمار في المملكة وافتتاح مركز للبيانات. وكذلك سوف يتم اللقاء مع مسؤولين في شركة بيونغ أكبر الشركات العملاقة في العالم والمتخصصة في تصنيع الطائرات. ثم بعد ذلك عاصمة النفط الأمريكية - مدينة هيوستن بولاية تكساس المطروحة ضمن أجندة الزيارات، حيث تقع مصفاة نفط بورت آرثر التي تمتلكها السعودية، والتي تنتج نحو 600 ألف برميل يوميا. مرور كذلك بوادي السيليكون في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، المطروحة كذلك ضمن الأجندة والتي سوف يزور خلالها شركة أوبر الذي يعتبر صندوق الاستثمارات السعودي مستثمرا رئيسيا في الشركة. وأخيرا لوس أنجلوس والتي سوف يتم خلالها العديد من الاجتماعات الهامة مع شركات عملاقة ومستثمرين. جدول أعمال مزدحم وحافل باللقاءات والمناسبات والزيارات، ولو لاحظنا أن كل لقاء كان يعقده الأمير محمد بن سلمان أو سوف يعقده يتجاوز بروتكولات المجاملة إلى المصلحة المرجوة من هذا اللقاء ومدى انعكاسه على أحد المجالات الاقتصادية داخل المملكة، بما يصب في نهاية الأمر في صالح رؤية المملكة 2030. بالفعل نحن نعيش سعودية جديدة عنوانها الأبرز الديناميكية والتطور واغتنام الفرص، وعرابها الأبرز الأمير محمد بن سلمان، وبمباركة ودعم منقطع النظير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.