قال سفير المملكة لدى الولاياتالمتحدة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة، تهدف إلى تدعيم الشراكة السعودية الأمريكية التي هي قوية في أصلها، معتمدةً على نتائج قمة الرياض 2017 التي رفعت مستوى العلاقة بين البلدين. مؤكدا في ذات الوقت، في سياق حديثه عن التحولات التي تشهدها السعودية حاليا، أن «قادة المملكة وضعوا مسارًا جديدًا يهدف إلى تغيير الاقتصاد والاستفادة من القدرات غير المُستغلة». وأوضح الأمير خالد بن سلمان في مقال نشر في صحيفة الواشنطن بوست أمس الثلاثاء: «نادرًا في تاريخ البشرية ما تقوم البلدان بالشروع في اتخاذ مسارٍ تصحيحي حازم من أجل تعديل اقتصادٍ وطني وتوسيع دائرة الأعراف الاجتماعية دون خطر المساس بالحساسيات الدينية، ومع ذلك فهذا هو ما تحاول المملكة العربية السعودية فعله بالضبط». مهندس التغيير وأضاف سفير المملكة لدى الولاياتالمتحدة: «لعقود، عاشت المملكة وفقًا لأعرافٍ اجتماعية وثقافية لم يتم إعادة النظر فيها، مما عرقل تقدمنا. لكن قادتنا وضعوا مسارًا جديدًا يهدف إلى تغيير اقتصادنا ومجتمعنا». وتابع موضحاً: «قبل عامين، أطلق ولي العهد -الذي كان يعمل بتوجيه من الملك سلمان- رؤية 2030، وهي خطة شاملة للتنويع الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي والثقافي». مضيفا: «ولي العهد مهندس التغيير الشاب والحيوي، يفهم المكون السكاني الأكبر لدينا، وأنا هنا أتحدث عن شبابنا، فطريقتنا القديمة لم تكن مستدامة، ولكن التغيير الآن يأخذ مجراه تقريبًا في كل جانبٍ من جوانب المجتمع، فنحن نوسَّع حقوق المرأة، ونحسِّن خدماتنا للحجاج والمعتمرين ونستثمر في مشروعات كبرى في شتى الصناعات. وقمنا بفتح بلادنا للسياح، وبناء صناعة ترفيهية محلية، وشجعنا الموروث الثقافي والتراثي السعودي. ونعمل أيضًا على إعادة هيكلة نظامنا الصحي والتعليمي، وهذه فقط بعض من الإصلاحات التي تم إطلاقها». وأكد الأمير خالد بن سلمان أنه يمكن للولايات المتحدة أن تحظى بفرصة التعرف على هذه الإصلاحات بنفسها خلال الزيارة الرسمية الأولى التي يجريها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان كوليٍ للعهد. الاقتصاد أولا ولفت الأمير خالد بن سلمان إلى أن ولي العهد لم يأت إلى واشنطن ليتحدث حول السياسة فقط، بل لمناقشة الشأن الاقتصادي، لا سيما الفرص الاستثمارية الثنائية التي أصبحت ممكنة بسبب استراتيجيته الرامية لتنويع الاقتصاد. كما أعلن أن زيارة ولي العهد سوف تضع حجر الأساس لزيارة الملك سلمان إلى الولاياتالمتحدة لاحقًا هذا العام. ولفت إلى أن العلاقة التاريخية بين السعودية والولاياتالمتحدة تعود إلى عقودٍ من الزمن، حيثُ قام كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري باحتضان هذه العلاقة وحمايتها. وقد نشأت هذه العلاقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية؛ واستمرت خلال الحرب الباردة ثم ترسخت أثناء عملية عاصفة الصحراء. تعاون أمني وأشار الأمير خالد إلى أن تلك العلاقة تتضمن تعاونا على الصعيد الأمني وجهودًا مُشتركة لمُكافحة الإرهاب، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية ومشاريع مُكافحة الإرهاب المُشتركة مثل المركز العالمي لمُكافحة الفكر المُتطرف أو ما يُسمى «اعتدال». وعلى الصعيد التعليمي، أشار سفير المملكة لدى واشنطن إلى تلقي آلاف الطلبة السعوديين العلم في الولايات المُتحدة على مدى عقود. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد استثمر رجال الأعمال السعوديون مئات المليارات من الدولارات في الولاياتالمتحدة؛ وذلك من خلال الاستثمار في مُختلف القطاعات بما في ذلك القطاعات التقنية والعقارية والبُنية التحتية. كما أكد الأمير خالد بن سلمان أن إدارة ترامب حققت إنجازات عظيمة، قائلاً: «هنالك تأثيرات نتجت عن قرارات الرئيس ترامب، بالأخص في مجال محاربة التطرف ودحر النفوذ الإيراني الخبيث. ويستمر قادة المملكة وإدارة ترمب في بناء وتقوية إطار عمل هذه العلاقة الثنائية التي تُسهل التعاون بين الوكالات». علاقة أقوى وعلى ذات الصعيد شدد سفير المملكة لدى واشنطن على أن العلاقة الحالية مع الولاياتالمتحدة أقوى وأعمق من أي وقت مضى. وقال: «نرى الآن فرصًا جديدة لإعادة إحياء التحالف السعودي الأمريكي القائم من زمن بعيد. وسيسلط ولي العهد الضوء على هذا الأمر أثناء زيارته، بالأخص في مجال التجارة والفرص الاستثمارية، وسيوسع الجهود التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس ترامب العام الماضي في الرياض». مبينا: «علاقتنا اليوم أقوى وأعمق وذات أبعاد أكثر مما كانت عليه في السابق، وهي تتعدى المكتب البيضاوي، وقاعات الكونغرس، والقواعد العسكرية، وغرف التجارة». وأضاف: «المملكة تقوم بعملية إصلاحية، والآلية التي نتبعها سترقى بعلاقةِ السعودية والولاياتالمتحدة إلى مستويات جديدة. فيجب على كلا الجانبين اغتنام الفرصة. يجب علينا انتهاز الفرصة لنلزم أنفسنا مجددًا بتحالف راسخ بإرث نعتز به، بيد أنه تحالفٌ يتطلع إلى المستقبل أيضًا، ويبعث الازدهار بإطلاق الإمكانيات الكاملة لجميع السعوديين ويساعد على تحقيق الاستقرار في منطقة حرجة وفي العالم».