* كثيرا ما يتم تداول عبارة «قدوة» داخل المجتمعات العربية والعالمية.. ولكن المعايير.. هنا وهناك.. تختلف.. وتتبدل.. وتتغير.. وتطمس في بعض الأوقات.. وتصبح بلا قيمة.. بلا شكل.. حتى بلا طعم ورائحة.. وقد تمنح تلك المعايير «المتدنية» أشخاصا لا قيمة لهم.. وتجعلهم في مقدمة صفوف المجتمعات.. تلك المجتمعات الغنية بالمفكرين والأدباء والأطباء والمهندسين وغيرهم الكثير.. ولكنها مع مرور الوقت أصبحت تلك المعايير «أمرا يفرض على المجتمع والعقلاء» التصفيق لبعض «المجانين» الذين باتوا في المقدمة.. يتحدثون ويناقشون ويحللون وينظرون.. فتشوا عنهم وستجدونهم بكل تأكيد.. في كل زاوية.. وتحت كل طاولة.. وحتى في الأدراج؟! اتركوهم عنكم ودعوني أخبركم.. * «ليلة الجمعة» الماضية سرتني تلك «الحفاوة والحب والتقدير والتصفيق»، التي لقيها قائد فريق الهلال الأول لكرة القدم «محمد الشلهوب» من الشارع الرياضي بعد نجاحه في قيادة فريقه للفوز المهم على القادسية على أرض ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضة بالراكة، ضمن منافسات الدوري السعودي للمحترفين.. حتى أصبح «اللاعب السعودي الذي يلعب بأخلاقه - وعقله - قبل أقدامه»، وأصبح الرقم الذي تتفق عليه جميع الأندية وجماهيرها.. وهنا أنا أتحدث عن حالة نادرة لا يمكن أن يتم تجاهلها أو التقليل منها مهما حدث.. بل أتمنى دعم مشروعه الأكاديمي الذي تحتاج الرياضة السعودية الى عدد من خريجيه وتلاميذه. * 25 عاما قضاها «اللاعب الكبير الشلهوب» داخل المستطيل الأخضر أعتقد أنها «كافية ووافية» لتتويجه بأن يكون القدوة الكبيرة في الملاعب السعودية، وأنا لا أقلل من أي لاعب آخر مهما كان تاريخه وعطاؤه مع ناديه والمنتخبات السعودية.. ولكني حزين في نفس الوقت أن «المجانين» الذين يرون في أنفسهم القدرة على أن يكونوا «قدوة» للمجتمع في ليلة وضحاها، باتوا ينافسون مَنْ خدموا مجتمعهم ووطنهم ودينهم وهم كثر ونفخر ويفخر بهم الوطن ومنهم محمد الشلهوب.