تمكنت قوات الشرعية اليمنية من السيطرة على موقع إستراتيجي قرب صنعاء، إثر هجوم على تجمعات لميليشيا الحوثي الإيرانية، وفق ما ذكرت مصادر أمس الجمعة. وقالت مصادر ميدانية يمنية: إن قوات الشرعية سيطرت على جبل «الأدمغ» الإستراتيجي، المطل على خط الجوف - الغيل في جبهة نهم شرقي صنعاء. ويقع جبل «الأدمغ» ضمن سلسلة «يام» الجبلية، التي تطل على خط الجوف. وتزامنت سيطرة القوات اليمنية على جبل «الأدمغ» مع هجوم آخر شنته القوات الشرعية على مواقع للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بمديرية صرواح في محافظة مأرب وسط البلاد. وبحسب المصادر، فإن المعارك خلفت أكثر من 19 قتيلا من ميليشيا الحوثي الإيرانية، من بينهم قائد ميداني يدعى «أبو زيد الوجيه»، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى. في غضون ذلك، شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن غارات على مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية في مناطق عدة من مديرية نهم قرب صنعاء. قتلى الحوثي وفي السياق، أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس الجمعة، مقتل وإصابة 70 من مسلحي ميليشيا الحوثي، في محافظة حجة، شمال غربي البلاد، خلال اليومين الماضيين. وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني: «إن أكثر من سبعين قتيلا وجريحا، بينهم القيادي أبو الليث الزعكري، هي حصيلة الخسائر البشرية من الميليشيا الحوثية خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بعد استهداف طيران التحالف العربي ومدفعية الجيش الوطني بشكل دقيق خنادق مستحدثة وتحركات الميليشيا الحوثية، ما أوقع خسائر فادحة بصفوفها في العتاد والأفراد». وكان طيران التحالف قد شن خلال ال48 ساعة الماضية أكثر من 9 غارات جوية في جبهتي حرض وميدي في المحافظة نفسها. ووصل عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيا إلى مشافي حجة في مديرية عبس وجمهوري المدينة، ومعظم تلك العناصر من مديريات وشحة وكشر والمحابشة وعبس وقفل شمر. فشل التجنيد من جهة أخرى، وبعد النكسة التي أصابتها جراء عزوف اليمنيين عن الاستجابة لما أسمتها «حملة التجنيد الطوعية»، التي تطورت لاحقاً إلى إجبارية، لجأت ميليشيا الحوثي الانقلابية، إلى البحث عن المتقاعدين العسكريين والمدنيين لحشدهم إلى جبهات القتال، وذلك بعد عدم نجاح الحملة منذ أشهر، في تعويض النقص البشري الحاد في صفوف الميليشيا جراء خسائرها المتصاعدة. وباشرت لجان ميدانية حوثية أمس الأول تحركاتها في مختلف مناطق سيطرة الميليشيا، ضمن ما أطلقت عليه «المرحلة الثانية من التعبئة العامة»؛ وذلك بهدف حشد المتقاعدين العسكريين والمدنيين، كآخر سلاح تحاول استخدامه في جبهات قتالها، مقابل وعود بصرف رواتبهم المعلقة منذ أكثر من عام. ودشنت لجان الحوثي، في مناطق مختلفة الخميس، عملية حصر القيادات العسكرية والجنود سواء المنقطعين أو المتقاعدين، لإجبارهم على الالتحاق للقتال في صفوفها، على أن يتم صرف رواتبهم، أو ممارسة الضغوط عليهم بأساليب أخرى، وفقا لما ذكرته مصادر بالحملة التي أقرتها قيادات ميليشيا الحوثي كآخر الحلول للحصول على ضحايا جدد في جبهاتها المنهارة. احتجاجات الغاز على صعيد آخر، تجددت في العاصمة اليمنية صنعاء، الخميس، الاحتجاجات الشعبية، ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية؛ على خلفية استمرارها في إخفاء الغاز المنزلي للأسبوع الثاني على التوالي، ووصول أسعارها في السوق السوداء إلى 10 آلاف ريال يمني (اسطوانة 20 لترا)، ما يعادل ستة أضعاف سعرها المفترض. وذكر سكان محليون أن عشرات المواطنين قطعوا عددا من الشوارع في العاصمة صنعاء، احتجاجا على استمرار أزمة الغاز المنزلي، ومنعوا حركات المركبات، رغم الانتشار الكثيف وغير المسبوق للمسلحين الحوثيين، وسط تخوفات من انتفاضة شعبية ضدهم. وبحسب مصادر متعددة، اتسعت حركة الاحتجاجات لتشمل عدة أحياء في العاصمة صنعاء، بينها الصافية وشارع التوفيق، وشارع مأرب وحي القاع وبستان السلطان، حيث تم قطع الشوارع الرئيسية، وأخفق المسلحون الحوثيون في تفريق الاحتجاجات. وأفاد مواطنون في حي القاع وبستان السلطان أن رفضهم فتح الشوارع رغم تهديدات الحوثيين، دفع الميليشيا إلى توفير مقطورتي غاز، مشيرين إلى أن ذلك يؤكد أن هذه الأزمة مفتعلة والهدف منها رفع الأسعار، وإجبار المواطنين على شرائها من السوق السوداء. وقمعت الميليشيا بالقوة احتجاجات شارع مأرب واختطفت عدداً من المواطنين. وأكد سكان العاصمة أن الغاز المنزلي متوفر فقط في وسائل إعلام الحوثيين، أو سوقهم السوداء.