«يجب أن تتوقف مجموعة اللوبي الأمريكية عن الترويج الكاذب لهذا الموضوع في واشنطن.. إسرائيل ليست ملتزمة بحل الدولتين»، هذا ما أعلنه السياسيون اليمينيون والمستوطنون في إسرائيل عشية بدء مؤتمر (إيباك) أعماله السنوي. وأوضحت صحيفة «جيروشليم بوست»، أن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا والمعروف بلجنة الشؤون الخارجية الأمريكية- الإسرائيلية هو اختصارا يعرف ب«إيباك»، وأشارت الصحيفة إلى إطلاق مستوطنين إسرائيليين حملة تنديد ضد «إيباك» والحكومة الاسرائيلية لدفعهما للتنصل من حل الدولتين، وقالت: «بعث رئيس مجلس شورى المستوطنين يوسي داجان برسالة ل«إيباك» في هذا الخصوص، وتبعه تجمع أرض إسرائيل في الكنيست». وكتب داجان: «إن موقع «إيباك» على الانترنت يعطي انطباعا بأن إسرائيل ملتزمة بحل الدولتين، وأن الولاياتالمتحدة تتخذ هذا الموقف أيضا.. أرجو ملاحظة أن هذا الافتراض ليس له أساس». وجاء في رسالة داجان: «لقد فوجئت، لماذا تضع منظمة كبيرة تدعو في الولاياتالمتحدة لتأييد مواقف دولة إسرائيل، نفسها في موضع غير لائق ودقيق أمام كبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء مجلسي الشيوخ والكونجرس وعامة الجمهور الداعم لإسرائيل، إن الموقف الذي تمثله إيباك على أنه موقف دولة إسرائيل في بيان مهمتها ونقاشاتها من بين أمور أخرى لم يفشل فقط في تمثيل إسرائيل بشكل صحيح، بل هو ضار بالجهود المبذولة لتحقيق الحوار في الشرق الأوسط». استند داجان في حجته على عدم ورود أي إشارة لحل الدولتين في مبادئ الحكومة الاسرائيلية التوجيهية لإنهاء الصراع؛ التي نشرت على موقع مكتب رئيس الوزراء باللغة العبرية، هذه المبادئ لا تشير إلا بشكل عام إلى التزام تل أبيب بالسعي إلى تحقيق السلام مع جيرانها بطريقة تحافظ على مصالحها الاستراتيجية والأمنية والتاريخية، ويشير النص الإنجليزي بشكل محدد إلى أن عملية السلام هذه تشمل الفلسطينيين أيضا؛ ولم يوضح أي من تلك المبادئ الكيفية التي سيتم بها التوصل إلى هذا السلام أو ما هي المعالم العريضة التي يرتكز عليها. من جانبه، أوضح رئيس تجمع أرض إسرائيل في الكنيست «أن اقتراح الدولتين يعارضه غالبية وزراء الحكومة الاسرائيلية ومعظم الائتلاف الحكومي الحاكم، والأهم من ذلك طيف واسع من الإسرائيليين». يشار الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد قال في خطاب مهم عن السياسة العامة لحكومته فى جامعة بار ايلان: «فى رؤيتى للسلام يوجد شعبان حران يعيشان جنبا إلى جنب على هذه الأرض الصغيرة في ظل علاقات حسن جوار واحترام متبادل، لكل منهما علمه ونشيده الوطني وحكومته دون أن يهدد أي منهما وجود وأمن الآخر»، ولم يعلن نتنياهو حتى اليوم تغيير ذلك الموقف وما زال يشير اليه. وقال بيكر الذي يرأس حاليا برنامج القانون الدولي في مركز القدس للشؤون العامة: «إن كلمات نتنياهو هي التي تمثل موقف دولة إسرائيل»، لكنه أضاف: «في الوقت الذي تضطر اسرائيل لحل النزاع مع الفلسطينيين لم تلزم نفسها باتباع حل واحد دون غيره». يشار هنا إلى أن الحملة ضد حل الدولتين تأتي متزامنة مع مؤتمر «إيباك» الذي يضم السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين بمن فيهم نائب الرئيس، مايك بينس ونتنياهو، إلى جانب تحركات المستوطنين وسياسيين إسرائيليين بهدف الضغط على نتنياهو ليعلن تمسك إسرائيل بالمنطقة (ج) في الضفة الغربية وإسباغ سيادة تل ابيب عليها. الرئيس التنفيذي ل«إيباك»، هوارد كور؛ أدلى بتصريحات اعتبرت إعلان رفضها لهذا التوجه جاء فيها: «علينا ان نعمل معا نحو المستقبل.. لاقامة دولتين لشعبين، احداهما يهودية، آمنة بحدود يسهل الدفاع عنها، والثانية فلسطينية بعلمها ومستقبلها الخاص.