استعد البريطانيون لاستقبال سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، باعتباره أهم القادة الشباب في الشرق الأوسط وواحدا من أهم الشخصيات القيادية والسياسية في العالم. وكان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، استبق هذه الزيارة في مقال نشره في صحيفة «التايمز» تحدث فيه عن «ضرورة دعم الأمير الشاب لتنفيذ برامج الإصلاح في بلاده»، وقال: إن مستقبل السعودية والعالم الإسلامي يعتمد على نجاح هذه البرامج، رافضا ومسفهاً الكثير من الانتقادات للتقارب بين الدولتين. جونسون ذكّر البريطانيين والعالم بلقاء حدث قبل 73 عاما بين رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرتشل وجلالة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، معتبراً أن وصول حفيد المؤسس إلى لندن في 7 مارس يفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين التاريخية وصداقتهما القديمة التي لم ينجح المعارضون والمتربصون في إضعافها. وهو بذلك يرد، على مستوى بريطاني رفيع، على كل المحاولات التي شنت حملات مغرضة ومعادية على الزيارة وعلى دفء علاقة لندن بالرياض. البريطانيون بالذات لا يهرولون عبثاً، فهم يعلمون أين يضعون ثقل علاقاتهم في المنطقة، ويعلمون أن محمد بن سلمان هو رجل المرحلة السعودية والإقليمية الجديدة، سواء على مستوى الإصلاحات الجذرية التي دشنها في المملكة؛ أو على مستوى التصدي للأطماع الإيرانية وحصارها في كثير من الدول التي تعد الآن دولاً فاشلة بسبب الصلف والعبث الإيراني. ما يهم البريطانيين، وكذلك أغلب الأوربيين، هو استقرار المنطقة وضمان مصالحهم الاقتصادية والتجارية. وليس هناك دولة في الإقليم بإمكانها تحقيق ذلك أكثر من المملكة في عهد الملك سلمان وجرأة وشجاعة ولي عهده. يدرك الأوروبيون الآن، بعد طول تردد، أن تهديد إيران لدول الشرق الأوسط هو تهديد مباشر لدولهم ومصالحهم، وأن عليهم أن يشدوا على اليد التي تشاركهم هاجس الأمن والاستقرار والبناء والمصالح المشتركة بين الدول والشعوب. ولذلك، عدا ما في زيارة بريطانيا من اتفاقيات اقتصادية ودفاعية بين البلدين، فإن أهم ما سينتج عنها هو التفاهم حول خطورة الملف الإيراني وضرورة إضعاف نفوذها وإنهاء خطرها على المنطقة والعالم.