رسم البهجة من جديد، ونشر مزماره الطرب بين الجميع، فتغنت جماهيره فرحا، وعاد «الفارس» ليشق طريقه متشحا بردائه الأخضر والأحمر، قائلا بصوت جهوري عال: «الاتفاق يمرض، لكنه لا يموت». بداية قوية رسمها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتفاق خلال موسمه الحالي بالدوري السعودي للمحترفين، حينما تفوق على الأهلي في الجولة الأولى بهدفين مقابل هدف وحيد، ويتعادل خارج أرضه مع النصر بهدفين لهدفين، قبل أن يبدأ دون مقدمات مرحلة الانهيار بخسارته في الثواني أمام القادسية بهدفين مقابل هدف وحيد. وخلال ثلاث جولات، خسر الاتفاق أمام كل من الشباب والفيصلي والباطن، قبل أن يتعادل مع الفتح، ويتغلب على الفيحاء والرائد. عقب الانتصارين المتتاليين، اعتقد الجميع أن الاتفاق عائد إلى مساره الصحيح، لكن ثلاث خسائر متتالية أمام أحد والاتحاد والتعاون تسببت في خسارة الجميع للثقة المطلوبة، لتتدخل الإدارة الاتفاقية بقيادة خالد الدبل، متخذة قرارا حاسما بإقالة مدرب الفريق الصربي ميودراج يسيتش، وتعيين الوطني سعد الشهري بدلا منه. وفي اختباره الأول، سقط سعد الشهري ورجاله برباعية أمام الأهلي في جدة، لكن ذلك لم يتسبب في إرباكه مطلقا، فواصل عمله بكل هدوء، ونجح في انتشال فريقه، الذي كان يتواجد في مراكز المؤخرة بسلم الترتيب العام، محققا العديد من النتائج المتميزة، التي قادت الاتفاق للابتعاد عن خطر الهبوط، من خلال التواجد في المركز الثامن، عقب حصده ل(29) نقطة، مع نهاية الجولة ال(23) من الدوري السعودي للمحترفين. كما يمكن للاتفاق التقدم أكثر في سلم الترتيب العام، إذا ما تمكن من تحقيق الانتصار في اللقاء الذي سيجمعه بالفيصلي، مساء الثلاثاء المقبل، على استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، حيث يمكنه الوصول للمركز ال(4) إذا ما خدمته نتائج الفرق التي تسبقه في الترتيب العام. يذكر أن الاتفاق كان قد حقق الانتصار خلال (8) مباريات، فيما تعادل في (5) مباريات، في مقابل التعرض ل(9) خسائر، حيث احتل المركز قبل الأخير خلال بعض المراحل، قبل أن يستفيق في الجولات الأخيرة، ويصعد إلى منطقة الدفء في منتصف جدول الترتيب العام. جماهير الاتفاق (اليوم) جماهير الفارس عادت للمساندة عاد عشاق الفريق الاتفاقي إلى المدرجات من جديد، وتواجدوا بشكل متميز خلال المباريات الماضية للفريق، خصوصا تلك التي تقام على استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام. وعلى الرغم من عتب بعض الجماهير على إضاعة عدد من النقاط المهمة خلال الدقائق الأخيرة من بعض المباريات، إلا أن الروح القتالية التي أبداها نجومهم خلال الفترة الماضية، ونجاحهم بشكل كبير في قيادة الفريق الاتفاقي لتخطي مرحلة الخطر، سيساهم في ازدياد الحضور الجماهيري لمباريات الفريق المقبلة، خصوصا تلك التي تجمعه بالهلال، في ظل تميز الأجواء والسماح للعائلات بالتواجد في المدرجات. الغامدي يحتفل مع زميله الشيخ (نادي الاتفاق) العبود والغامدي.. متعة وإبداع ظهر النجمان الشابان للفريق الاتفاقي عبدالرحمن العبود وحامد الغامدي بمستوى فني رفيع خلال المباريات الأخيرة، حيث نجح كل منهما في تقديم الإضافة اللازمة للفريق، وقيادته لتحقيق العديد من النقاط الثمينة. ويعتبر العبود النجم الأبرز في الفريق منذ تولي سعد الشهري للمسؤولية الفنية، حيث ظهر عبدالرحمن بشكل مغاير جدا عما كان عليه إبان فترة المدرب الصربي، وبات أكثر فعالية وفائدة للفريق، وخاصة فيما يتعلق بالنواحي الهجومية. أما النجم الشاب حامد الغامدي، فقد أُعطيَ الثقة الكاملة من قبل الشهري، الذي آمن بإمكاناته، وبقدراته الفنية، رغم أنه يلعب في مركز غاية في الحساسية بمنتصف الملعب، وفي وقت يعاني فيه الفريق الاتفاقي من الكثير من الضغوط. هذه الثقة الكبيرة، انعكست إيجابيا على أداء الغامدي داخل أرضية الميدان، فبات عنصرا مؤثرا ولا يمكن الاستغناء عنه؛ نظرا للأدوار التكتيكية الكبيرة التي يقوم بها. والطريف في الأمر أن كل لاعب منهما نجح في تسجيل (3) أهداف، وفي صناعة هدف، خلال المباريات التي شاركا فيها. مبولحي الفترة الشتوية.. غيّرت جلد الفريق نجحت ادارة نادي الاتفاق خلال فترة الانتقالات الشتوية في استقطاب عدد من الاسماء المتميزة، التي اختيرت بدقة عالية، وساهمت بفعالية في تغيير شكل الفريق الاتفاقي. ويصنف الحارس الجزائري رايس مبولحي، كأفضل استقطابات الفريق الاتفاقي خلال الفترة الشتوية، حيث أعطى بخبرته الكبيرة الاضافة اللازمة لفارس الدهناء، الذي لم يخسر أبدا بتواجده. وشكل الثنائي المصري حسين السيد والنرويجي ليبان عبدي، جبهة يسرى نارية، باتت مصدر ازعاج دائم للفرق المقابلة، فيما أعطى تواجد المهاجم التونسي فخر الدين بن يوسف عمقا هجوميا متميزا، رغم أنه لم يسجل سوى هدفين خلال (5) لقاءات. المحترف المصري أحمد الشيخ لم يقدم كل ما يملك خلال المرحلة الماضية، وتعول عليه جماهير الاتفاق كثيرا خلال المباريات المتبقية، من أجل المساهمة مع أفراد الفريق في الظفر بالمزيد من النقاط. أما أحد أبرز التعاقدات خلال فترة التعاقدات الشتوية، فكان التعاقد مع لاعب نادي القادسية الوطني علي هزازي، الذي بدأ في فرض اسمه على التشكيلة الأساسية للاتفاق نظرا للمهام الكبيرة التي يقوم بها على أرضية الملعب، والتي تتطلب مجهودا عضليا وافرا، وفكرا تكتيكيا من النوع الخاص. هزاع الهزاع الهزاع.. غياب مؤثر تلقى الفريق الاتفاقي ضربة موجعة بإصابة هزاع الهزاع المهاجم الأبرز في صفوفه، حيث كان تواجده يمثل ثقلا كبيرا في هجوم فارس الدهناء، قبل أن يتعرض لقطع في الرباط الصليبي، أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في منافسات «خليجي 23» بالكويت. وكان الهزاع قد شارك في (12) مباراة خلال هذا الموسم مع الاتفاق، نجح خلالها في تسجيل (7) أهداف، وصناعة (3) أهداف أخرى، بالإضافة لمساهمته الفعالة في إحراز عدد من الأهداف الأخرى. الهزاع أجرى مؤخرا عملية الرباط في العاصمة البريطانية «لندن»، حيث من المتوقع أن يعود للملاعب مع بداية الموسم الجديد من الدوري السعودي للمحترفين. سعد أصلح الخلل كان الفريق الاتفاقي يعاني خللا واضحا إبان إشراف المدرب الصربي ميودراج يسيتش على تدريبه، وزاد من حجم الخلل، الفجوة التي صنعها بينه وبين اللاعبين، حيث كان يدخل في صدامات دائمة مع اللاعبين المحليين والمحترفين، كما حدث مع المهاجم السعودي محمد الصيعري، وكذلك المحترف الارجنتيني رودريجو ساليناس، والكويتي فهد الهاجري، الذي عبر عن غضبه من المدرب الصربي بعد إقالته، مؤكدا أنه لم يقدم الاضافة اللازمة للفريق. ويبدو أن الوطني سعد الشهري، قد تفطن لهذا الخلل مبكرا، فعمل على النواحي النفسية بالتوازي مع النواحي الفنية، لاغيا كل العقوبات المتخذة تجاه لاعبي الفريق، ومعلنا عن بداية جديدة ل«فارس الدهناء»، تتطلب تضافر كل الجهود، ليتمكن من صناعة حراك مميز داخل أروقة نادي الاتفاق قاده للنجاح، خلال المرحلة الماضية.