، تعبنا من ردة الفعل المبالغ فيها.. حتى أصبح الصواب خطأ.. والعكس صحيحا.. فلم يعد بإمكان أي ما كان معرفة الصواب من الخطأ. بسبب معرفته لردة الفعل المخطط لها من جانب.. والعشوائية من جانب آخر.. فضاعت الهيبة والمصداقية..!! ملأنا الدنيا ضجيجا في قضايا هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع، بينما ترك الحبل على الغارب في قضايا مصيرية ترسم المستقبل. ما نتداوله وصل لحد الخرافات والافتراء والتدليس، وبعضه يدخل في خانة التضليل والتزوير، وهذا ثبت بالدليل القاطع، نجعل من الحبة قبة والمنتعش في القضايا الصغيرة وسلق البيض، غائب عن كواليس الحراك في القضايا الكبيرة، وكله يستند في نقده بناء على أهواء شخصية والجميع مستعد لتجاهل المهنية والموضوعية في نقده، لمجرد نصرة صديق أو النيل ممن هو ضدهم. هي الحقيقة شئنا أم أبينا.. مَنْ لبسوا ثوب المظلومية هم الأكثر استفادة.. ومَنْ لبسوا ثوب الدلال في وسائل الإعلام هم الأكثر قسوة. حدنا عن جادة الطريق، بدلا من نبذ الخلافات والدعوة للتقارب ولم نعد كما كان في الماضي، وأصبح بحاجة لاقتباس المقولة السياسية «في السياسة ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم، فالمصالح تتصالح»، لكننا اصبحنا على العكس تماما فالصديق على صواب دائم وندافع عنه باستماتة بعيدا عن الحيادية والموضوعية والمصلحة العامة، مهما اتخذ من قرارات خاطئة، والعكس صحيح فالمعارضة على خطأ دائم مهما حالفها الصواب وحققت من انجازات واتخذت من قرارات صائبة. «المعارضة والموالاة»، بحاجة لوقفة مع النفس وبحاجة للدخول في تحدٍ مع الذات من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة وكشف حالة السواد السائدة في وسطنا. نحن بحاجة لخلق ثقافة جديدة ، لا سيما أن ثقافة «الغاب» في ردة الفعل ساهمت في خلق أجواء ملوثة، فهناك مَنْ يصر على تصدير ثقافة الانفعال والردح والتدليس تجاه كل قرار حتى لو كان صائبا.. ليطل السؤال برأسه.. لمصلحة مَنْ وإلى متى..؟!