شدد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أمس، على ضرورة وقف ميليشيا «حزب الله» لأنشطتها خارج لبنان، لافتا إلى أن الحزب هو منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري. وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك عقد في بيروت مع رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري: «على زعماء لبنان التمسك بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية»، وأضاف: «تنامي ترسانة حزب الله وتورطه في الصراعات الإقليمية يهدد أمن لبنان». وتابع الوزير الأمريكي: «حزب الله زاد من النزاع في سوريا والمنطقة، وهو منظمة إرهابية ولا فرق بين جناحيه السياسي والعسكري»، مجددا تشديده على المسؤولين اللبنانيين الابتعاد عن الصراعات الإقليمية، وقال: «على حزب الله وقف نشاطاته خارج لبنان، وأدعو المسؤولين هنا للابتعاد عن صراعات المنطقة». ولفت تيلرسون إلى أنه أجرى اجتماعات مثمرة مع حلفائه الأوروبيين بشأن الاتفاق النووي الإيراني، مشيرا إلى أن تركيا تعد من الحلفاء البارزين في الحرب ضد داعش والإرهاب. من جهته، أعلن الحريري رفضهم أن يكون لبنان ضحية الصراعات الإقليمية، مؤكدا أن بلاده مع كل أنواع التهدئة في المنطقة. وطالب رئيس الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي مساعدة بلاده لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين، مشددا على أن لبنان يلتزم بالنأي بالنفس والابتعاد عن الأزمات. في غضون ذلك، حضت الولاياتالمتحدة أمس روسيا على استخدام نفوذها لدى النظام السوري لإنهاء الحرب، معتبرة أن الأسد ما هو إلا واجهة لنظام إيران وميليشيا «حزب الله» اللبنانية. وقالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هايلي خلال اجتماع للمجلس، حول الأزمة المتفاقمة في سوريا: «باستطاعة روسيا دفع النظام للالتزام بالسعي إلى سلام حقيقي في سوريا». وأضافت: «حان الوقت لكي تستخدم روسيا ذلك النفوذ من أجل دفع نظام الأسد للقيام بما لا يريد صراحة القيام به»، متهمة موسكو بعدم اتخاذ خطوات كافية لوقف هجمات النظام بما فيها «الكيماوية» ضد السكان المدنيين. وشددت الدبلوماسية الأمريكية على «أن نظام الأسد لا يرغب بالتوصل إلى السلام، ويجب على روسيا أن تغير إجراءاتها من أجل إقناعه بالتوصل إلى حل لهذا النزاع». واعتبرت هايلي أن نظام الأسد تحول إلى واجهة لإيران وميليشيا حزب الله اللبناني، وقالت: «إن لدى إيران وحزب الله خططا، وينويان البقاء في سوريا». في المقابل، اشتكى السفير الروسي، فاسيلي نيبنزيا، من أن أمريكا دائما تطلب أمورا من بلاده، مضيفا: إن على الولاياتالمتحدة وحلفائها أن تستخدم في المقابل نفوذها لتخفيف أعمال العنف. وقال نيبنزيا أمام المجلس: «إن الضربة التي وجهها التحالف بقيادة واشنطن للقوات الموالية للنظام في منطقة دير الزور شكلت هجوما غير مبرر». وكانت هايلي قالت في وقت سابق: «إن التحالف الدولي تصرف دفاعا عن النفس»، في ذلك الهجوم الذي أدى إلى مقتل العشرات.