كل محب لهذا الوطن يشعر بالانتماء لكل جزء من أجزائه ويسعد بتميزه، لأن تميز الجزء، تميز للكل، كما أن تأخر جزء، معيق لتقدم الكل. وبالتالي فإن الخطوة المباركة لقيادتنا تجاه مدينة العوامية العريقة، والتي توجها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس لتطوير وسط المدينة، وبشارته بأن المشروع سيكون منتهياً خلال عام بإذن الله، تسعد قلب كل سعودي، فالعوامية منا ونحن منها، نفرح لفرحها ونحزن لحزنها. الجميل في هذا المشروع الوطني، وكله جمالٌ على جمال، أنه ينطلق بدعم القيادة وحماس الوطن بأهداف راقية، تجمع ولا تفرق، وترقى ولا تترك فرصة للعدو ولا لمن يتلاعب به، في تكامل فريد بين أصالة الماضي وجمال الحاضر وإشراقة المستقبل، فالملهم لهذا المشروع هو تاريخ القطيف العريق، نخلة العطاء، وبرج الأمن، وعين الحياة، وسوق البناء، والمركز الحضاري المتكئ على إرث ثقافي مميز، وقبل ذلك الإنسان السعودي الذي أساس بقائه بقاء بلده. تتويج هذا الجمال يكون بنجاحه واحتفالنا في العوامية -بحول الله- بما خططنا له، ولن يتحقق ذلك بعد توفيق الله إلا بحرص العاملين في هذا المشروع على الاتقان، وإظهاره في أجمل صورة، فهذا المشروع ليس كغيره من المشاريع بل هو مشروع وطن، وبناء لأجيال قادمة، ولذلك لتكن هذه الأجيال شاهدة لهم لا عليهم، فأسماؤهم ستُكتب وتُذكر. وأيضاً على المواطن مسؤولية كبيرة في المحافظة على هذا المكتسب الوطني الكبير، فهذا المشروع لنا، سكاناً للعوامية وزواراً، نريد أن نفخر به ونفاخر، وحُق لنا ذلك في وطن الخير والعطاء والنماء. أصدق التهاني لنا، وللعوامية العريقة، وللقطيف، وللمنطقة الشرقية، وللمملكة بأكملها، ومع كل منجز في كل جزء من أجزاء الوطن لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة للمولى الكريم أن يتقبل رجالنا الذي ضحوا بأرواحهم من أجل المحافظة على هذا البلد قوياً متماسكاً. حق الوطن، وحق الرجال الذين ضحوا بأرواحهم، أن نحذر العدو، ونحافظ على بعضنا، فلا غنى لبعضنا عن بعضنا مهما كان، ومهما سيكون.