قالت «أوبك» إن سوق النفط العالمي سيعود إلى التوازن مع قرب نهاية العام الجاري، نظرًا لأن الزيادة في إمدادات الولاياتالمتحدة والمنتجين غير الأعضاء تعوض جزءًا من جهود المنظمة وحلفائها الرامية لامتصاص الوفرة حاليًا. وتوقعت المنظمة في تقريرها الشهري الصادر أمس الإثنين، زيادة المعروض النفطي من قبل المنتجين المستقلين بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا هذا العام، بزيادة قدرها 250 ألف برميل يوميًا عن تقديرات التقرير السابق. كما أدى الانتعاش المطرد في أسعار النفط منذ صيف 2017، وتجديد الاهتمام بفرص النمو، إلى ظهور شركات النفط الكبرى مرة أخرى على ساحة التنقيب سواء في الأعمال الصخرية أو المياه العميقة، لكن من المتوقع أن يعود السوق إلى التوازن مع اقتراب نهاية العام الحالي. وأوضح التقرير أن إجمالي إنتاج البلدان الأعضاء انخفض بنحو 8 آلاف برميل خلال يناير، إلى ما يزيد قليلًا على 32.3 مليون برميل يوميًا. وتتوقع المنظمة ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.59 مليون برميل يوميًا هذا العام، بزيادة قدرها 60 ألفًا عن توقعاتها السابقة، ليبلغ إجمالي الاستهلاك العالمي 98.6 مليون برميل يوميًا. من جهة أخرى ارتفع النفط 2% أمس الاثنين معوضا بعض خسائره الحادة من الأسبوع الماضي في ظل استقرار الأسهم العالمية بعد تكبدها أكبر انخفاض لأسبوع واحد في عامين. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 95 سنتا إلى 63.74 دولار للبرميل بزيادة نحو 2% في حين تقدم الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.03 دولار إلى 60.23 دولار وهي زيادة 1.8 بالمائة. وساعد تراجع الدولار في دعم النفط بجعله الخام المسعر بالعملة الأمريكية أقل تكلفة لحملة العملات الأخرى. واستقت الأسهم الأوروبية الاتجاه من مكاسب السوق الأمريكية يوم الجمعة في حين تعززت أسعار سلع أولية أخرى مثل النحاس والذهب. ومازال استهلاك النفط قويا وإن كان ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي قد هبط بالأسعار عن ذروة 2018 التي تجاوزت 70 دولارا للبرميل وبات يهدد جهود منظمة البلدان المصدرة للبترول لرفع الأسعار عن طريق كبح المعروض. وقال بارني شيلدروب كبير محللي أسواق السلع الأولية لدى اس.إي.بي «نمو الطلب قوي جدا وهو ما يغذي الوضع الحالي إلى جانب التراجعات الحاصلة في أماكن مثل فنزويلا. إذا ظل الطلب قويا فستظل أوبك على ما يبدو مسيطرة على الوضع في 2019». وأضاف «إذا حدث وتباطأ النمو العالمي وبدأ الطلب على النفط يتباطأ فإن نمو الإنتاج في الولاياتالمتحدة سيصبح مشكلة لأن كعكة أوبك ستبدأ بالانكماش».