أعلن محققو الأممالمتحدة في جرائم الحرب، أمس الثلاثاء، انهم فتحوا تحقيقا في تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في مناطق إدلب والغوطة الشرقية في سوريا. فيما كثفت قوات النظام غاراتها على منطقة الغوطة المحاصرة قرب دمشق، متسببة بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، لترتفع حصيلة القتلى المدنيين جراء الغارات العنيفة على الغوطة الشرقية للمرة الرابعة، اذ بلغت مساء أمس، «63 قتيلاً بينهم 14 طفلاً»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. غاز الكلور من جهتها أعربت اللجنة المستقلة للتحقيق بشأن سوريا التي تعمل بتفويض من الاممالمتحدة عن القلق إزاء «العديد من التقارير الواردة والتي تفيد بأن قنابل تحتوي على غاز الكلور المستخدم كسلاح، استخدمت في بلدة سراقب في ادلب وفي دوما بالغوطة الشرقية». وكانت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة نيكي هايلي أعلنت الاثنين أن «هناك أدلة واضحة» على استخدام الكلور في هذه الهجمات. واضافت: «لدينا معلومات حول استخدام نظام الاسد للكلور ضد شعبه مرارا في الاسابيع الاخيرة، وكان آخرها بالامس». ويعاني سكان الغوطة الشرقية ال 400 ألف من حصار يفرضه عليهم النظام منذ عام 2013. هجمات جديدة والغوطة الشرقية مشمولة في منطقة خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها العام الماضي بين تركيا وايران وروسيا. لكن أعمال العنف تصاعدت في الاسابيع الماضية، وهذا الشهر يشتبه باستخدام الكلور مرتين في ذخائر اتهم نظام الأسد بإلقائها على الغوطة الشرقية. ووردت تقارير عن استخدام الغاز السام مرة ثالثة في محافظة ادلب، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا والمشمولة ايضا في منطقة خفض التوتر. وكانت لجنة التحقيق المستقلة برئاسة باولو بينيرو قد حملت في سبتمبر الماضي، نظام الأسد مسؤولية هجمات بغاز السارين في 4 ابريل 2017 أوقعت أكثر من 80 قتيلا في خان شيخون بمحافظة ادلب. وقالت الأممالمتحدة أيضا: إن نظام الأسد شن هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015. مجازر الغوطة وارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الكثيفة التي شنتها قوات نظام الأسد على مناطق عدة في الغوطة الشرقية إلى 63 قتيلا من المدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «ارتفعت حصيلة القتلى جراء استمرار الغارات الكثيفة، التي طال آخرها مدينة دوما متسببة بمقتل تسعة مدنيين على الأقل، تزامناً مع وفاة جرحى متأثرين بإصاباتهم». وتسببت غارات جديدة بمقتل تسعة مدنيين في مدينة دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية. وأسفر القصف الجوي أيضاً عن إصابة أكثر من 160 آخرين بجروح، بحسب المرصد، الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة الاصابات الحرجة ووجود أشخاص تحت الأنقاض. وتتعرض مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013 لقصف جوي ومدفعي شبه يومي، تسبب الاثنين بمقتل 31 مدنياً على الأقل. دعوة لهدنة من جانبها، دعت الأممالمتحدة الثلاثاء الى وقف فوري للأعمال القتالية لمدة شهر على الأقل في كافة أنحاء سوريا بما يسمح بإيصال المساعدات الانسانية، محذرة من العواقب الوخيمة الناجمة عن استمرار الأزمة الإنسانية في البلاد. وناشد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية وممثلو منظمات الأممالمتحدة العاملة في سوريا في بيان مشترك إلى «وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد للسماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى». وأشارت الأممالمتحدة الى ان الخطة التي تقضي بإيصال المساعدات الى بعض المناطق تبقى «معطلة بسبب القيود المفروضة على الوصول، أو عدم التوافق حول المناطق أو المساعدات أو عدد المستفيدين». وتوقفت الأممالمتحدة عند تردي الوضع الانساني وتعذر ايصال المساعدات نتيجة العمليات العسكرية كما هو الحال في محافظة إدلب (شمال غرب) وعفرين (شمال)، وغياب الأمان والخدمات عن مناطق أخرى انتهت فيها المعارك كما في الرقة (شمال)، بالاضافة الى صعوبة الوصول الى المناطق المحاصرة وعلى رأسها الغوطة الشرقية قرب دمشق.