جددت القوات النظامية السورية قصفها على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة 32 قتيلاً على الأقل، غداة يوم يعدّ الأكثر دمويةً في المنطقة منذ أشهر، قُتِل خلاله 80 مدنياً وأصيب أكثر من مئتين آخرين بجروح. وفيما انصرف السكان أمس إلى دفن قتلاهم ورعاية الجرحى، تواصل القصف ليزيد من معاناة حوالى 400 ألف مدني يعيشون حالاً من الذعر والخوف في ظل حصار من النظام السوري في شكل محكم. وأفاد «مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، بمقتل 32 مدنياً على الأقلّ وإصابة العشرات بجروح نتيجة غارات لقوات النظام على مدن الغوطة الشرقية وبلداتها أمس. وتوزَّع القتلى بين 11 مدنياً في حمورية، و10 في بيت سوى، و10 آخرين في مدينة دوما من بينهم طفل وقتيل في عربين، فيما أصيبت غالبية المدنيين في عربين وحمورية ودوما وزملكا. وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى وصول أربع جثث على الأقلّ وعدد من الجرحى إلى مستشفى في مدينة دوما، لافتةً إلى أن مآذن المساجد دعت الأهالي الى «أخذ الحيطة والحذر» نتيجة تحليق الطيران الحربي في الأجواء، والى «فض التجمعات وإخلاء الطرقات». وتجددت الغارات أمس، غداة يوم دموي تسبب بمقتل 80 مدنياً على الأقلّ، من بينهم 19 طفلاً وإصابة مئتين آخرين بجروح، في آخر حصيلة أوردها «المرصد» أمس. وتعتبر حصيلة الضحايا أول من أمس، «الأكبر في صفوف المدنيين في سورية منذ تسعة أشهر، وواحدة من بين الأكثر دموية في الغوطة الشرقية منذ سنوات»، كما أكد «المرصد». ودعت منظمات الأممالمتحدة العاملة في سورية أول من أمس، إلى «وقف فوري للأعمال العدائية لمدة شهر كامل على الأقل في جميع أنحاء البلاد»، بما فيها الغوطة الشرقية، بهدف «السماح بإيصال المساعدات والخدمات الإنسانية، وإجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى». وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوت، لكن منسق الأممالمتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس، قال للصحافيين في بيروت إن ما حدث في الغوطة الشرقية تصعيد خطير»، مؤكداً أن «نهاية النزاع في سورية لا تزال بعيدة». ولفت إلى أنها «المرة الأولى التي يكون فيها الناس على جبهات عدة في خطر شديد من دون أي أفق للحل». إلى ذلك، أشارت وكالة أنباء «سانا» الرسمية، إلى مقتل طفل وإصابة مدنيَّين بجروح بسقوط قذائف على حي القزاز في دمشق ومدينة جرمانا في ريف العاصمة. وفي إدلب، قتل شخصان بقصف استهدف محيط بلدة سراقب في الريف الشرقي للمحافظة، فيما نفذ الطيرات الحربي غارات على خان السبل ومعرزيتا ومعردبسة والتمانعة. في عضون ذلك، استهدفت سيارة مفخخة مواقع النظام في «تل كلبة» غرب بلدة أبو الضهور أمس، في هجوم شنته «هيئة تحرير الشام»، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر القوات النظامية وجرح آخرين.