بعد إسقاط هيئة تحرير الشام طائرة روسية ومقتل طيارها، أمس الأول، ثأرت موسكو فجر أمس بإطلاق أربعة صواريخ عنقودية على بلدة «خان السبل» بريف أدلب، فيما أعلن المجلس المحلي، البلدة منطقة «منكوبة»، تزامنًا مع نفي أمريكي بتزويد الفصائل السورية صواريخ أرض-جو. وأطلقت البوارج الروسية 4 صواريخ محمّلة برؤوس عنقودية على بلدة «خان السبل» بريف إدلب؛ ما أدى لمقتل 10 مدنيين في حصيلة أولية وعشرات الجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. براميل معصران وأضاف المرصد «إن سكان بلدتي معصران وخان السبل قُتل منهما عشرات المدنيين جراء استهدافهم بالبراميل المتفجرة وصواريخ ذات الرؤوس العنقودية»، لافتًا إلى أن قصفًا عنيفًا طال منطقة سراقب والقرى المحيطة. وعلى الصعيد نفسه، أشارت موسكو إلى أن تعاونًا يجري بين قيادات قاعدة حميميم، وأنقرة لاسترجاع جثة الطيار. ويرجّح مراقبون أن تضاعف الطائرات الروسية من غاراتها على مدينة سراقب في إدلب، التي تشهد قصفًا مستمرًا من قِبَل القوات الروسية وطيران النظام، بالرغم من أنها تُعدّ من مناطق خفض التصعيد. بلدة منكوبة وفي السياق، أعلن المجلس المحلي في بلدة خان السبل، منطقة «منكوبة» بشكل كامل، جراء قصف المدفعية والطيران الروسي والبوارج الحربية، منذ أكثر من شهر؛ ما خلّف مئات الضحايا. من جهتها، نفت واشنطن ادعاءات تزويدها صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات لأي جهة مقاتلة في سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أمس «إن واشنطن لم تزوّد مطلقًا أي جماعة في سوريا بصواريخ أرض-جو تطلق من على الكتف، وأنّ بلادها تشعر بقلق عميق من استخدام مثل هذه الأسلحة هناك». نفي أمريكي وهو ما ذهب إليه المتحدث باسم البنتاجون إريك باهون بالقول «إن الولاياتالمتحدة لم تزوّد أيًا من القوات الحليفة لها في سوريا بأسلحة أرض-جو ولا نية لها لفعل ذلك مستقبلًا». كما أشارت هيذر ناورت، إلى أنّ الحل لهذا العنف هو العودة إلى عملية جنيف بأسرع ما يمكن، داعية روسيا إلى الوفاء بالتزاماتها في هذا الصدد. وعلى صعيد العملية العسكرية التركية في سوريا، لوّحت أنقرة مجددًا بالدخول إلى منبج السورية، بعد الانتهاء من معركة عفرين، في حال لم تخرج الوحدات الكردية منها، محذرة واشنطن من احتمال استهداف قواتها في حال المواجهة. معركة كلامية وقال المتحدث باسم الحكومة التركية، إبراهيم كالين، الأحد «في حال لم تخرج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، فإننا سندخلها ونواصل طريقنا نحو شرق نهر الفرات». وهو ما سيشعل الحرب الكلامية مجددًا بين أنقرةوواشنطن، خاصة أن الأخيرة تمتلك قاعدة عسكرية هناك. في غضون هذا، سعى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى طمأنة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما يخص العمليات العسكرية التي تشنها قواته في عفرين شمال سوريا، مشددًا على أنها تهدف إلى محاربة «عناصر إرهابية»، وأن أنقرة ليست لديها أطماع بأراضي بلد آخر.