خلال الأسابيع الماضية كان هناك حراك فاعل من قبل المرشحين لاستقطاب أصوات الناخبين لانتخاب مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية للدورة ال 18، والذي يتألف من اثني عشر عضوًا منتخبًا (6 من فئة التجار و 6 من فئة الصناع) وستة أعضاء معينين من قبل الوزارة. ما ميّز هذه الدورة الانتخابية هو التنافس الكبير الذي حظيت به بين المرشحين وعملهم الدؤوب لاستقطاب الناخبين بمختلف الطرق والوسائل، ولوحظ ذلك من خلال الحضور الاجتماعي والجماهيري اللافت. نبارك لمن فاز من المرشحين المؤهلين الذين سيتحملون مهام إدارة الغرفة التجارية في الفترة المقبلة، ونؤازر البقية الذين شاركوا في الانتخابات ولم يحالفهم الحظ هذه المرة. الناخبون يتطلعون بطبيعة الحال إلى تحقيق ما طرحه المرشحون من برامج ومبادرات أثناء حملاتهم الانتخابية لتحقيق تطور حقيقي في عمل ودور الغرفة التجارية في المنطقة، وخاصة في ظل التحولات الكبرى التي تمر بها المملكة. لعل من النتائج التي تحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث أسباب عدم فوز أي امرأة في انتخابات الغرف التجارية -ما عدا حالة فريدة في جدة قبل عدة سنوات- مع العلم أن المتقدمات للترشح كن يمتلكن الكفاءة والتأهيل المناسبين لهذه المواقع. حضرت بعض لقاءات المرشحين مع الناخبين، وكان من الأولويات التي يطالب بها رجال الأعمال تأهيل وتدريب الطاقات الشابة كي يتمكنوا من الحصول على فرص وظائف وعمل مناسبة، والاهتمام بدعم ومساندة المنشآت المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر كي تتمكن من الصمود والاستمرارية في ظل الأوضاع الاقتصادية القائمة، وتقديم خدمات حقيقية وفاعلة من الغرفة التجارية للمشتركين فيها كالبرامج التدريبية وعرض أفضل لفرص الاستثمار، وأتمتة أعمال الغرفة بحيث تصل خدماتها لكافة قطاعات ومناطق المشتركين. التواصل المستمر مع الناخبين أمر أراه غاية في الأهمية والضرورة، فهو الذي سيكشف للناخب مدى الالتزام الذي قدمه المرشح المنتخب وقدرته على تحقيق ما وعد به، وهو يخلق حالة تفاعلية بين الناخبين والمنتخبين. في مجال الانتخابات أيضا، نتطلع إلى أن يتم إحداث تطوير نوعي فيها بحيث يمكن للناخبين أن يدلوا بأصواتهم إلكترونيًا لتسهيل عملية واجراءات الانتخاب والوصول للمراكز الانتخابية، وإلغاء التعيين ليكون الأعضاء منتخبين كلهم.