أكدت الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة صاحبة «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب» التي ضمت 2000 شاعر وشاعرة على امتداد الرقعة العربية من الذين عاشوا خلال الخمسين عاما أن فكرة الموسوعة ليست وليدة الصدفة، بل كانت فكرة رافقتها لمدة طويلة وتهدف لجمع سير شعراء الأمة العربية باختلاف أنماط كتاباتهم وأشكالها. وكشفت بوهراكة في حوارها مع «اليوم» عن الأسماء الشعرية السعودية التي ضمتها الموسوعة، وموقف اتحاد كتاب المغرب من المشروع إضافة لما تسببه نقص الدعم في تأخير هذا الإصدار. صنعتِ لكِ اسما بوصفكِ إعلامية قبل أن تصبحي كاتبة، ما الذي نقلك لتوثيق الشعر العربي؟ * الكتابة أسبق من مساري الإعلامي، والتوثيق الشعري بعالمنا العربي ولجته بداية القرن مع إطلاق فكرة الموسوعة الكبرى للشعراء العرب عام 2007 التي تحولت لواقع مفرح عام 2016 والتي شملت ألفي شاعر وشاعرة ممن امتلكوا سحر الكلمة بين سنوات 1956 و2006 م. كيف كان العمل في هذا التوثيق خصوصا وأنه يحتوي على عدد ضخم لشعراء في ازمان مختلفة؟ * الأمر لم يكن وليد الصدفة بل جاء كتحقيق لسؤال ملح راودني وأنا أدرس بالمرحلة الثانوية، عن ضرورة خلق كتاب يهتم بسير شعراء الأمة باختلاف أنماط كتاباتهم وأشكالها، وقد تم إصدار الموسوعة في بدايتها على شكل أجزاء ثلاثة: الاول عام 2009، والثاني عام 2011 على نفقة الشيخة أسماء صقر القاسمي، والثالث عام 2015 على نفقتي الشخصية، واخيرا جاءت فكرة تصحيح وتجميع الشعراء الالفين في مجلد واحد احتفاء بالذكرى الستين لاستقلال وطني المغرب عام 2016 على نفقتي الشخصية ايضا، وذلك في إصدار محدود سلمت أغلب نسخه هدايا للمؤسسات الثقافية والدبلوماسية العربية منها سفارة المملكة العربية السعودية بالمغرب لمعالي السفير د.عبدالعزيز الخوجة. ما الأسماء الشعرية السعودية التي ضمتها الموسوعة؟ * تواجدت العديد من الأسماء الشعرية السعودية الرائدة والشابة بالموسوعة الكبرى للشعراء العرب منهم: ابراهيم البوشفيع، إبراهيم الجريفاني، ابراهيم الزيد، ابراهيم العواجي، ابراهيم مفتاح. هل هناك معايير معينة لاختيار شعراء الموسوعة؟ * بكل تأكيد هناك معايير من بينها: أن يمتلك الشاعر إصدارات شعرية، إضافة لمشاركاته في العديد من الملتقيات الشعرية، وأن يكون لديه مسار شعري واضح لا يقل عن عشر سنوات، إضافة لمعايير أخرى. لديك مشروع لعمل حصري لدولة الإمارات.. هل يمكنك إطلاعنا على هذا المشروع؟ * لا أحد ينكر الدور الهام الذي تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة في خدمة الثقافة العربية بشكل عام والشعر بشكل خاص من خلال تأسيسها بيوت الشعر في العديد من الدول، وخلق العديد من المسابقات الشعرية عربيا ودوليا، بالاضافة لطباعة العديد من المؤلفات الشعرية وغيره، مما جعلني أخصها بمشروع حصري احتفاء بالذكرى الخمسين لاتحاد هذه الامارات السبع تحت عنوان (شعراء الامارات العربية المتحدة: من فكرة الاتحاد إلى البناء ما بين 1971 إلى 2021). كيف كان تفاعل اتحاد كتاب المغرب مع مشروعك الضخم «الموسوعة الكبرى لشعراء العرب»؟ * تم تقديم نسخة من مجلد الموسوعة الكبرى للشعراء العرب لرئيس الاتحاد السيد عبدالرحيم العلام هدية خلال مهرجان فاس الدولي للابداع الشعري في دورته السادسة في أبريل عام 2016، تلقيت على أثرها كلمة شكر وجهت لي وقتها بشكل شفاهي. ما الخطط المطروحة لتوزيع الموسوعة عبر كامل الدول العربية وجعلها في متناول القارئ العربي؟ * من الصعب جدا أن يتحول الكاتب أو معد الكتاب إلى دار نشر وموزع في نفس الوقت، خاصة إذا كان العمل من حجم كتاب الموسوعة الكبرى للشعراء العرب والذي يصل وزنه 3.6 كيلوغرام، إنها مسؤولية مؤسسات ثقافية عربية غيورة على مثل هذه المنجزات وليست مهمة فرد ضحى بالغالي والنفيس حتى تتحول الفكرة إلى واقع ملحوظ. لماذا تعاني الموسوعة من غياب الدعم المؤسساتي؟ * لأنني إنسانة ترفض التقوقع داخل الشللية المقيتة التي تمتاز بها بعض المافيات الثقافية، فيما تركيزي ينحصر في كيفية ظهور العمل على أرض الواقع بقدرات بسيطة جدا مقارنة بالمنجز والمجهودات التي وضعت فيه. ما دور الترجمة لدعم الموسوعة وسهولة انتشارها عالميا؟ * بكل تأكيد فكتاب مثل الموسوعة الكبرى للشعراء العرب بما يحتويه من اسماء وصفحات تصل ل 2042 صفحة، يحتاج لفريق عمل كبير لترجمته وتسويقه ونقله لكل اقطار العالم. حدثينا عن جديدك؟ * آخر إصداراتي كتاب (100 شاعرة من العالم العربي- قصائد تنثر الحب والسلام بين سنوات 1950 و2000)، وهو كتاب ظهر مؤخرا بأربع لغات هي: العربية، الأنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، وعمل على ترجمته فريق مغربي مكون من: الدكتورة سعاد السلاوي، وفاطمة الزهراء العلوي، وميساء بونو. غلاف كتاب 100 شاعرة