صدر مؤخرا كتاب «مائة شاعرة من العالم العربي» قصائد تنثر الحب والسلام للشاعرة والباحثة المغربية فاطمة بوهراكة بعد كتابها الضخم «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب» الذي شمل ألفي شاعر وشاعرة من شعراء العالم العربي المعاصرين. لتأتي فكرة تخصيص كتاب لشاعرات رائدات حسب تعبير بوهراكة التي ذكرت في مقدمة الكتاب أنها تابعت الحركة الشعرية بعالمنا العربي من خلال كتابها السابق الموسوعة الكبرى للشعراء العرب (1956-2006) والذي شمل بين دفتيه ألفي شاعر وشاعرة فوجدت من خلال طول معاينة أن أثر الشاعرة الرائدة، في الكتابة الشعرية يكاد ينسى بسبب وفرة الشعراء على حساب الشاعرات، فجاءت هذه الفكرة للاهتمام بالإبداع الشعري النسائي احتفاء بهن خلال هذه الفترة الزمنية الهامة من تاريخ الأمة، علما أن الكتاب لا يهدف للتعريف بالشاعرات المتواجدات به، على اعتبار أنهن معروفات وبعضهن رائدات للحركة الشعرية الحديثة، وصاحبات بصمة واضحة على الحركة الشعرية العربية خاصة ممن لا يزلن على قيد الحياة، فالكتاب يتضمن أسماء شاعرات من جيل الخمسينيات للقرن الماضي وإلى نهايته. وتؤكد الشاعرة والباحثة بوهراكة أن كتاب مائة شاعرة من العالم العربي يهدف إلى الرصد الدقيق للنصوص الشعرية المتناغمة التي تتغنى بلغة الحب والسلام في زمن طغت فيه لغة العنف والدمار وإرساء ثقافة الإرهاب، لتسافر بالقارئ العربي والغربي على حد سواء في فضاءات الشعر النسائي، من خلال ترجمته للغات حية توصل صوت الشاعرة العربية لكل بقاع العالم، وتعترف بوهراكة بوجود صعوبة كبيرة في اختيار الأسماء الشعرية لسببين رئيسيين: الأول، يرجع لوجود عدد لا بأس به من شاعرات العالم العربي اللاتي يستحققن التواجد لكن العدد المسموح به محدد عدديا. والثاني، يتلخص في الفترة الزمنية المتمثلة في خمسين عاما كاملة تلخصها لنا قصائد الشاعرات المرموقات بعالمنا العربي، الشيء الذي جعل المهمة جد صعبة. وعن شروط اختيار الشاعرات تقول بوهراكة: ثلاثة شروط أساسية: أن تكون الشاعرة على قيد الحياة. الريادة في طباعة أول ديوان شعر فصيح في وطنها. أن يكون الاسم له تاريخ مهم داخل البلد وأصدر دواوين شعرية. وتذكر بوهراكة ان الشاعرات السعوديات اللاتي تم اختيارهن كن على الشكل التالي: سلطانة السديري، ثريا العريض، هدى الدغفق، أشجان هندي، خديجة العمري، خديجة الصبان، فاطمة القرني. وقد نوهت فاطمة بوهراكة بريادة المملكة العربية السعودية خليجيا في طباعة أول ديوان من خلال ديوان نداء «عبير الصحراء» عام 1956 للشاعرة الأميرة سلطانة السديري.